للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يدل على أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم حدثهم به وقد رواه جماعة عن أبى هريرة مرفوعا منهم أبو سلمة وعمرو بن الحكم وإسماعيل السدي عن أبيه عن أبى هريرة وسعيد بن يسار وغيرهم فإذا كانت الملائكة تقول: المؤمن صلى اللَّه عليك جاز ذلك أيضا للمؤمنين بعضهم لبعض.

وأجيب بان هذا ليس بمتناول لمحل النزاع فإن النزاع فإنه هو هل يسوغ لأحد أن يصلى على غير الرسول وآله وأما الملائكة فليسوا بداخلين تحت تكاليف البشر حتى يصح قياسا عليهم فيها وبفعلونه فأين أحكام الملك من أحكام البشر فالملائكة رسل اللَّه في خلقه وأمر يتصرفون بأمره تعالى لا بأمر البشر.

الثامن: قال اللَّه تعالى: هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ [ (١) ] .

وقال: صلى اللَّه عليه وسلّم إن اللَّه وملائكته يصلون على معلم الناس الخير

[ (٢) ] وأجيب بأن هذا أيضا في غير النزاع فكيف يصح النزاع وقياس فعل العبد على فعل الرب وصلاة العبد دعاء وصلاة اللَّه على عبده ليست دعاء وإنما هي أكرم وتعظيم ومحبه وثناء واين هذا من صلاة العبد.


[ () ] وذكر لعنا يقول أهل السماء روح خبيثة جاءت من قبل الأرض قال فيقال انطلقوا به إلى آخر الأجل قال أبو هريرة فرد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ربطة كانت عليه على أنفه هكذا.
قال النووي: قوله في روح المؤمن «ثم يقول انطلقوا به إلى آخر الأجل ثم قال في روح الكافر فيقال انطلقوا به إلى آخر الأجل» قال القاضي المراد بالأول انطلقوا بروح المؤمن إلى سدرة المنتهى والمراد بالثاني انطلقوا بروح الكافر إلى سجين في منتهى الأجل ويحتمل أن المراد إلى انقضاء أجل الدنيا قوله «فرد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ربطة كانت عليه على أنفه» الربطه بفتح الراء وإسكان الياء وهو ثوب رقيق وقيل هي الملاءة وكان سبب ردها على الأنف بسبب ما ذكر من نتن ربح الكافر (مسلم بشرح النووي) .
[ (١) ] الأحزاب: ٤٣، وتمامها: (ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما) .
[ (٢) ] (كنز العمال) ١٠/ ١٤٥، حديث رقم (٢٨٧٣٦) ، وعزاه إلى الطبراني والضياء المقدس عن أبى أمامه.