أحد السابقين الأولين، من نجباء أصحاب محمد صلّى اللَّه عليه وسلّم. قيل: كان خامس خمسة في الإسلام. ثم إنه ردّ إلى بلاد قومه، فأقام بها بأمر النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم له بذلك، فلما أن هاجر النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، هاجر إليه أبو ذرّ رضي اللَّه عنه، ولازمه، وجاهد معه، وكان يفتي في خلافة أبي بكر، وعمر وعثمان، وكان رأسا في الزهد، والصدق، والعلم، والعمل، قوّالا بالحق، لا تأخذه في اللَّه لومة لائم، على حدّة فيه، وقد شهد فتح بيت المقدس مع عمر، رضي اللَّه عنهما. وقد قال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم لأبي ذر- مع قوّة أبي ذرّ في بدنه وشجاعته-: «يا أبا ذرّ، إني أراك ضعيفا، وإني أحب لك ما أحب لنفسي، لا تأمّرنّ على اثنين، ولا تولّينّ مال يتيم» . فهذا محمول على ضعف الرأي، فإنه لو ولي مال يتيم لأنفقه كلّه في سبيل الخير، ولترك اليتيم فقيرا، فإنه كان لا يستجيز ادخار النقدين، والّذي يتأمّر على الناس، يريد أن يكون فيه حلم ومداراة، وأبو ذر رضي اللَّه عنه كانت فيه حدّة فنصحه النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. وله مائتا حديث وأحد وثمانون حديثا، اتّفقا منها على اثنى عشر حديثا، وانفرد البخاري بحديثين، ومسلم بتسعة عشر. قال الواقدي كان حامل راية غفار يوم حنين أبو ذر. قال الفلّاس والعيصم بن عديّ وغيرهما: مات سن اثنتين وثلاثين، ويقال: مات في ذي الحجة. * (الزهد للإمام أحمد) : ١٣٩، (مسند أحمد) : ٥/ ١٤٤، (طبقات ابن سعد) : ٤/ ٢١٩- ٢٣٧، (التاريخ الكبير) : ٢/ ٢١٢، (المعارف) : ٢/ ٦٧، ١٥٢، ١٩٥، ٢٥٢، ٢٥٣، (تاريخ الطبري) : ٤/ ٢٨٣، (المستدرك) : ٣/ ٣٣٧- ٣٤٦، (حلية الأولياء) : ١/ ١٥٦- ١٧٠، (الاستيعاب) : ١/ ٢٥٢- ٤٥٦، ٤/ ١٦٥٢- ١٦٥٦، (جامع الأصول) : ٩/ ٥٠- ٥٩، (تاريخ الإسلام) : ٢/ ١٦٥- ١٧٠، (تهذيب التهذيب) ١٢/ ٩٨- ٩٩، (خلاصة تذهيب الكمال) : ١/ ١٧٣ (كنز العمال) : ١٣/ ٣١١، (شذرات الذهب) : ١/ ٢٤، ٥٦، ٦٣، (الإصابة) : ١/ ٥٠٦، ٧/ ١٢٥- ١٣٠، (سير أعلام النبلاء) : ١/ ٤٦- ٧٨. [ (١) ] هو إيماء بن رحضة بن خرّبة بن خفاف بن حارثة بن غفار، قديم الإسلام، قال ابن المديني: له صحبة. قال: وقد روي حنظلة الأسلمي عن خفاف بن إيماء بن رحضة حديث القنوت، وقال بعضهم: عن إيماء بن رحضة. وروي مسلم في صحيحه، قصة إسلام أبي ذر، من طريق عبد اللَّه بن الصامت، عن أبي ذرّ، وفيها: فجئنا قومنا فأسلم نصفهم قبل أن يقدم النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم المدينة، وكان يؤمهم إيماء بن رحضة الغفاريّ. ولكن ذكر الإمام أحمد في هذا الحديث الاختلاف على رواية سليمان بن المغيرة، هل هو خفاف بن إيماء أو أبوه إيماء ابن رحضة؟ وعلى هذا فيمكن أن يكون إسلام خفاف تقدم على إسلام أبيه. وذكر الزبير بن بكار من حديث حكيم بن حزام، أن إيماء بن رحضة حضر بدرا مع المشركين، فيكون إسلامه بعد ذلك.