للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رمدت، ولا صدعت، منذ تفل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في عيني حين بعثني في خيبر، قال: ورواه الحكم [ (١) ] وعيسى عن ابن أبي ليلى، عن علي.

وخرّج من حديث عباد بن يعقوب، قال: حدثنا عمر بن ثابت، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن حبشي قال: سمعت عليا- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- يقول: كنت أرمد من دخان الحصن، فدعاني النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فتفل في عيني، فما رمدت بعده.

وخرّج من طريق محمد بن إسحاق قال: حدثني بريدة بن سفيان بن فروة الأسلمي، عن أبيه، عن سلمة بن الأكوع قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أبا بكر بن أبي قحافة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- برايته إلى حصن من خيبر، فقاتل، ولم يك فتح، وقد جهد، ثم بعث عمر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- بالغد، فقاتل ولم يك فتح، وقد جهد. فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: لأعطين الراية غدا رجلا يحب اللَّه ورسوله يفتح اللَّه على يديه ليس بفرار، فدعا بعلي- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- وهو أرمد، فتفل في عينيه، فقال: خذ هذه الراية وامض بها، حتى يفتح اللَّه عليك.

قال سلمة: فخرج بها واللَّه يهرول هرولة، وأنا لخلفه متتبع أثره، حتى ركز رايته في رضم من حجارة تحت الحصن، فاطلع عليه يهودي من رأس الحصن، فقال: من أنت؟ قال: علي بن أبي طالب، قال: يقول اليهودي:

غلبتم [ (٢) ] وما أنزل على موسى، أو كما قال، فما رجع حتى فتح اللَّه على يديه [ (٣) ] .

قال أبو نعيم، ورواه عكرمة بن عمار، عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه،

قال: فما رواه سلمة يدل على تقدم علم اليهودي من رواياتهم وكتبهم


[ (١) ] سبق تخريجه.
[ (٢) ] كذا في (الأصل) ، وفي (دلائل البيهقي) : «عليتم» .
[ (٣) ] (دلائل البيهقي) : ٦/ ٢٠٩- ٢١١٠، باب ما جاء في بعث السرايا إلى حصون خيبر وإخبار النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بفتحها على يدي علي بن أبي طالب- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- ودعائه له، وما ظهر في ذلك من آثار النبوة ودلالات الصدق.