للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن حديث عبد اللَّه بن الفضل بن عاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان بن زيد الأنصاري قال: حدثنا أبي الفضل عن أبيه عاصم، عن أبيه عمر، عن أبيه قتادة بن النعمان بن زيد قال: أهدى إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قوس، فدفعها إليّ يوم أحد، فرميت بها بين يدي النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم حتى اندقت سيتها، ولم أزل في مقامي نصب وجه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أتقى [ (١) ] السهام ووجهي [ (٢) ] دونه، فكان آخرها سهم ندرت منه [ (٣) ] حدقتي، فأخذت حدقتي بيدي فسعيت بها في كفى إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فلما رأى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم حدقتي في كفي دمعت عيناه، فقال صلّى اللَّه عليه وسلّم: اللَّهمّ ق قتادة كما وقى وجه نبيك [ (٤) ] ، فاجعلها أحسن عينيه وأحدهما نظرا [ (٥) ] .

[وفي حديث منصور بن أحمد المعدل: فردها النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بيده فكانت أصحّ عينيه وأحدهما] [ (٦) ] .


[ () ] السبعين من الأنصار، وكان الرماة المذكورين من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، شهد بدرا وأحدا ورميت عينه يوم أحد فسالت حدقته على وجنته، فأتى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: يا رسول اللَّه! إن، عندي امرأة أحبها، وإن هي رأت عيني خشيت أن تقذرها، فردها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بيده فاستوت، ورجعت، وكانت أقوى عينيه وأصحهما بعد أن كبر. وشهد أيضا الخندق والمشاهد كلها مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وكانت معه راية بنى ظفر في غزة الفتح. قال محمد بن عمر: أخبرنى محمد بن صالح بن هاني، عن عاصم بن عمر بن قتادة قال: مات قتادة بن النعمان سنة ثلاث وعشرين، وهو يومئذ ابن خمس وستين سنة، وصلّى عليه عمر بن الخطاب- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- ونزل في قبره أخوه لأمه أبو سعيد الخدريّ، ومحمد بن مسلمة، والحارث بن خزمة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهم. [هذا الحديث حذفه الحافظ الذهبي من التلخيص]
[ (١) ] في (الأصل) : «ألقي» ، وما أثبتناه من (دلائل أبي نعيم) .
[ (٢) ] في (الأصل) : «بوجهي» ، وما أثبتناه من (دلائل أبي نعيم) .
[ (٣) ] ندرت: سقطت.
[ (٤) ] كذا في (الأصل) وفي (دلائل أبي نعيم) : «كما وقى نبيك عليه السلام بوجهه» .
[ (٥) ] (المرجع السابق) حديث رقم (٤١٧) .
[ (٦) ] ما بين الحاصرتين زيادة للسياق من (المرجع السابق) .