أتاك أبو ليل تجوب به الدجى ... دجى الليل جواب الفلاة عرمرم لجبر منه جانبا دعدعت به ... صروف الليالي والزمان المصمم فقال ابن الزبير: هون عليك يا أبا ليلى فإن الشعر أيسر وسائلك عندنا، لك في مال اللَّه حقان: لرؤيتك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وحق لشركتك أهل الإسلام في فيئهم، ثم أخذ بيده، فدخل به دار النعم، وأعطاه فجعل النابغة يستعجل ويأكل الحب صرفا، فقال ابن الزبير: ويح أبي ليلى لقد بلغ به الجهد ، فقال النابغة: أشهد لسمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: ما وليت فعدلت، واسترحمت فرحمت، وحدثت فصدقت، ووعدت خيرا فأنجزت، فأنا والنبيون فراط التابعين، [يريد أنهم يتقدمون الأمم إلى الجنة، وهم على إثره متدافعين ومزدحمين] ، وقد وقع لنا عاليا جدا من حديث ابن الزبير موافقة: قرأت على فاطمة بنت محمد بن المنجي بدمشق، عن سليمان بن حمزة، أنبأنا محمود بن إبراهيم في كتابه، أنبأنا مسعود بن الحسن، أنبأنا أبو بكر السمسار، أنبأنا أبو إسحاق بن خرشة، أنبأنا ابو الحسن المخزومي، حدثنا الزبير بن بكار، به بتمامه، وأخرجه ابن جرير في (تاريخه) ، عن ابن أبي خثيمة، وأخرجه أبو الفرج الأصبهاني في (الأغاني) عن ابن جرير. وأخرجه ابن أبي عمر في (مسندة) ، عن هارون. وأخرجه ابن السكن، عن محمد بن إبراهيم الأنماطي، والطبراني في (الصغير) ، عن حسين بن الفهم، وأبو الفرج الأصبهاني، عن حرمي بن العلاء، ثلاثتهم عن الزبير، فوقع لنا بدلا عاليا. وأخرج أبو نعيم عن الطبراني طرفا منه (الإصابة) : ٦/ ٣٩١- ٣٩٨، ترجمة رقم (٨٦٤٥) ، (الاستيعاب) : ٤/ ١٥١٤- ١٥٢٢، ترجمة رقم (٢٦٤٨) ، (الشعر والشعراء) : ١٧٧- ١٨١، (المؤتلف والمختلف للدارقطنيّ) : ٤/ ١٩٥٧، ٢١٦٨. [ (١) ] (دلائل أبي نعيم) : ٤٥٨- ٤٥٩، دعاؤه صلّى اللَّه عليه وسلّم لعمرو بن أخطب والنابغة الجعديّ، حديث رقم (٣٨٥) ، وما بين الحاصرتين زيادة للسياق منه.