للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وأنا غلام شاب، فمر النبي صلّى اللَّه عليه وسلم على عبد اللَّه بن جعفر، وهو يبيع شيئا يلعب به، فدعا له النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: اللَّهمّ بارك له في تجارته.

وخرجه الواقدي في (مغازيه) من حديث محمد بن مسلمة عن يحيى بن موسى قال: سمعت عبد اللَّه بن جعفر يقول: أنا أحفظ حين دخل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم على أمى فنعى لها أبى [ (١) ] . وذكر الحديث بطوله، ثم قال: فأتى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وأنا أساوم بشاة أخ لي [ (٢) ] ، فقال: اللَّهمّ بارك له في صفقته.

قال عبد اللَّه: فما بعت شيئا، ولا اشتريت شيئا إلا بورك فيه [ (٣) ] .


[ (١) ] في (الأصل) : «مسلمة» و «موسى» ، وما أثبتناه من (مغازي الواقدي) .
[ (٢) ] وتمامة:
فأنظر إليه وهو يمسح على رأس أخى، وعيناه تهراقان الدموع حتى تقطر لحيته، ثم قال: اللَّهمّ إن جعفرا قد تقدم إلى أحسن الثواب، فاخلفه في ذريته بأحسن ما خلفت أحدا من عبادك في ذريته، ثم قال: يا أسماء ألا أبشرك؟ قالت: بلى، بأبي أنت وأمى! قال: فإن اللَّه عز وجل جعل لجعفر جناحين يطير بهما في الجنة! قالت بأبي وأمي يا رسول اللَّه، فأعلم الناس ذلك! فقام رسول اللَّه وأخذ بيدي، يمسح بيده رأسي حتى رقى على المنبر، وأجلسنى أمامه على الدرجة السفلي، والحزن يعرف عليه، فتكلم فقال: إن المرء كثير بأخيه وابن عمه، ألا وإن جعفرا قد استشهد، وقد جعل اللَّه له جناحين يطير بهما في الجنة، ثم نزل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فدخل بيته وأدخلنى، وأمر بطعام فصنع لأهلي، وأرسل إلى أخي فتغدينا عنده واللَّه غداء طيبا مباركا عمدت سلمى خادمته إلى شعير فطحنته، ثم نسفته، ثم أنضجته وأدمته بزيت، وجعلت عليه فلفلا. فتغديت انا وأخى معه، فأقمنا ثلاثة أيام في بيته، ندور معه كما صار في إحدى بيوت نسائه، ثم رجعنا إلى بيتنا، فأتى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وأنا أساوم بشاة أخ لي فقال: اللَّهمّ بارك له في صفقته. قال عبد اللَّه: فما بعت شيئا ولا اشتريت إلا بورك فيه. (مغازي الواقدي) : ٢/ ٧٦٦- ٧٦٧، غزوة مؤتة.
[ (٣) ] راجع التعليق السابق.