للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن حديث محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة، عن عكرمة بن عمار، عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه، أن رجلا كان يأكل عند النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بشماله، فقال له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: كل بيمينك، قال: لا أستطيع، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: لا استطعت، قال: فما رفعها بعد إلى فيه.

وخرج البيهقي [ (١) ] من حديث ابن وهب قال: أخبرني ابن لهيعة، عن يزيد ابن أبي حبيب أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم رأى سبيعة الأسلمية تأكل بشمالها، فقال: ما لها تأكل بشمالها؟ أخذها داء غزة. فقالت: يا نبي اللَّه إن في يميني قرحة، قال: وإن، قال يزيد: إن سبيعة لما مرت بعزة أصابها الطاعون وقتلها.

قال ابن لهيعة: وأخبرنى عثمان بن نعيم الرعينيّ، عن مغيرة بن نهيك الحجري، عن دخين الحجري، أنه سمع عقبه بن عامر يذكر عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم.

بسر هذا بضم الباء الموحدة وبالسين والراء المهملتين. ذكره ابن مندة وأبو نعيم، وابن ماكولا وعدّ من الصحابة.

وذكر القاضي عياض أن قوله: ما منعه إلا الكبر يدل على أنه كان منافقا.

ورده النووي بأن مجرد الكبر لا يقتضي النفاق والكفر، ولكنه معصية إذا كان الأمر أمر إيجاب [ (٢) ] .


[ () ] ابن راعى العير يأكل بشماله فقال: كل بيمينك. فقال: لا أستطيع فقال: لا استطعت فما نالت يمينه إلى فيه بعد.
وفي رواية: فما نالت يده فمه بعد. وقد قيل فيه: بشر بالمعجمة، وبذلك ذكره ابن مندة وأنكر عليه أبو نعيم، ونسبه إلى التصحيف، ولم يحك الدار قطنى وابن ماكولا فيه خلافا أنه بالمهملة، وأما البيهقي فحكى في (السنن) أنه بالمعجمة أصح، وأغرب ابن فتحون فاستدركه فيمن اسمه بشير (الإصابة) : ١/ ٢٩١- ٢٩٢، ترجمة رقم (٦٤٥) .
[ (١) ] (دلائل البيهقي) : ٦/ ٢٣٩.
[ (٢) ] راجع ترجمته السابقة في أول الفصل.