ذكروا أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم كان إذا مشى يتكفأ، وكان الحكم بن أبي العاصي يحكية، فالتفت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يوما فرآه يفعل ذلك. فقال صلّى اللَّه عليه وسلم: فكذلك فلتكن، فكان الحكم مختلجا يرتعش من يومئذ فعيره عبد الرحمن بن حسان بن ثابت، فقال في عبد الرحمن بن الحكم يهجوه: إن اللعين أبوك فارم عظامه ... إن ترم ترم مخلّجا مجنونا يمسى خميص البطن من عمل التقي ... ويظل من عمل الخبيث بطينا فأما قول عبد الرحمن بن حسان: إن اللعين أبوك، فروى عن عائشة من طرق ذكرها ابن أبي خيثمة وغيره أنها قالت لمروان، إذ قال في أخيها عبد الرحمن ما قال [لما امتنع عن البيعة ليزيد بن معاوية بولاية العهد] : أما أنت يا مروان فأشهد أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم لعن أباك وأنت في صلبه. وحدثنا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا عثمان بن حكيم، قال: حدثنا شعيب بن محمد بن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يدخل عليكم رجل لعين. قال عبد اللَّه: وكنت قد تركت عمرا يلبس ثيابه ليقبل إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فلم أزل مشفقا أن يكون أول من يدخل فدخل الحكم بن أبي العاصي. (الاستيعاب) : ١/ ٣٥٩- ٣٦٠، ترجمة رقم (٥٢٩) .