وقيل: الحكمة في أن قصير بقي ملكه، وإنما ارتفع من الشام وما والاها، وكسرى ذهب ملكه أصلا ورأسا، أن قيصر لما جاءه كتاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قبله وكاد أن يسلم كما مضى، كسرى لما أتاه كتاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم مزقه، فدعا النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أن يمزق ملكه كل ممزق، فكان كذلك. قال الخطابي: معناه فلا قيصر بعده يملك بمثل ما يملك، وذلك أنه كان بالشام، وبها بيت المقدس، الّذي لا يتم للنصارى نسك إلا به، ولا يملك على الروم أحد إلا كان قد دخله، إما سرا وإما جهرا، فانجلى عنها قيصر واستفتحت خزائنه ولم يخلفه أحد من القياصرة في تلك البلاد بعد. (فتح الباري) مختصرا. وأخرجه مسلم في الفتن، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت، حديث رقم (٢٩١٨) ، (٢٩١٩) . وأخرجه البخاري في الجهاد، باب الحرب خدعة، وباب قول النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: أحلت لكم الغنائم، وفي الأيمان والنذور، باب كيف كانت يمين النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. وأخرجه الترمذي في الفتن، باب ما جاء في الفتن، حديث رقم (٢١٢٧) .