للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا* يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلًا* لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولًا [ (١) ] .

فقال عباس: القرابة صنعت هذا، فو الّذي يحلف به العباس، لقد تركتني فقير قريش، وقد استودعت بنادق الذهب أم الفضل، ثم أقبلت إليّ فقلت لها: إن قتلت فقد تركتك غنية ما بقيت، وإن أرجع فلا يهمنك شيء، فقال: إني أشهد أن الّذي تقوله قد كان، وما اطلع عليه إلا اللَّه قال: فأنزل اللَّه تعالى على نبيه صلّى اللَّه عليه وسلم يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ [ (٢) ] الآية فقال العباس حين نزلت [ (٣) ] : لوددت أنك كنت أخذت مني أضعافها، فأتاني اللَّه خيرا منها [ (٤) ] .


[ (١) ] الفرقان: ٢٧- ٢٩.
[ (٢) ] الأنفال: ٧٠، وتمامها: وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ.
[ (٣) ] (البحر المحيط) : ٥/ ٣٥٢.
[ (٤) ] (دلائل أبي نعيم) : ٤٧٦- ٤٧٧، حديث رقم (٤١٠) مختصرا، وقال الحافظ في (الفتح) : إسناده حسين، وأخرجه الإمام أحمد في (المسند) : ١/ ٥٨١- ٥٨٢، حديث رقم (٣٣٠٠) من مسند عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما.