للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

طلق الدين إذا الكواكب أخلفت ... حمال أثقال يسود ويربع

نبئت أن بني المغيرة كلهم ... خشعوا لقتل أبي الحكيم وجدّعوا

وابنا ربيعة عنده ومنبّه ... هل نال مثل المهلكين التبّع

[ (١) ]

صار الّذي أثر الحديث بطعنة ... أو عاش أمي مرعشا لا يسمع

نبئت أن الحارث بن هشام ... في الناس يبنى الصالحات ويجمع

ليزور يثرب بالجموع وإنما ... يحمي على الحب الكريم الأروع

نبئت أن بني كنانة كلهم ... خشعوا لقتل أبي الوليد وجدّعوا

قال فأجابه حسان بن ثابت رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه وقليلا قال:

بكت عين كعب [ (٢) ] ثم علّ بعبرة ... منه وعاش مجدعا لا يسمع

ولقد رأيت ببطن بدر منهمو ... قتلى تسح لها العيون وتدمع

وفأبكي فقد أبكيت عبدا رافعا ... شبه الكليب للكليبة يتبع

ولقد شفى الرحمن منهم سيدا ... وأهان قوما قاتلوه وصرّعوا

ونجا وأفلت منهم من قلبه ... شعف يظل لخوفه يتصدع

[ (٣) ]

نجا وأفلت منهم متسرعا ... فلّ قليل هارب يتهزّع

[ (٤) ] ودعا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم حسان بن ثابت، فأخبره بنزول كعب على من نزل، فقال حسان:

ألا أبلغا عني أسيدا رسالة ... فخالك عبد بالسراب مجرب

لعمرك ما أوفي أسيد بجاره ... ولا خالد ولا المفاضة زينب

وعتاب عبد غير موف بذمة ... كذوب شئون الرأس قرد مدرب

[ (٥) ]


[ (١) ] إلى هنا آخر الأبيات في (المغازي) .
[ (٢) ] كذا في (الأصل) ، وفي (ديوان حسان) ، و (مغازي الواقدي) : «أبكى لكعب» ،
[ (٣) ] هذه الشطرة في (الديوان) هكذا:
شعف يظل لخوفه يتصدع
[ (٤) ] هذا البيت من (الأصل) فقط.
[ (٥) ] هذه الأبيات ليست في (الديوان) وأثبتناه من (الأصل) ، وصوبناها من (المغازي) . والمفاضة من النساء الضخمة البطن.