قوله: «وإن عبدا حبشيا» يريد به طاعة من ولاه الإمام عليكم، وإن كان عبدا حبشيا. وقد ثبت عنه صلّى اللَّه عليه وسلم أنه قال: «الأئمة من قريش» ، وقد يضرب المثل في الشيء بما لا يكاد يصح منه الوجود، كقوله صلّى اللَّه عليه وسلم: «من بنى للَّه مسجدا ولو مثل مفحص قطاة بنى اللَّه له بيتا في الجنة» وقدر مفحص قطاة لا يكون مسجدا لشخص آدمي. وكقوله صلّى اللَّه عليه وسلم: «لو سرقت فاطمة لقطعتها» هي رضوان اللَّه عليها وسلامه لا يتوهم عليها السرقة. وقال صلّى اللَّه عليه وسلم: «لعن اللَّه السارق يسرق البيضة فتقطع يده» ونظائر هذا في الكلام كثير. (معالم السنن) . [ (٢) ] النواجذ: «آخر الأضراس، واحدها ناجذ، وإنما أراد بذلك الحد في لزوم السنة، فعل من أمسك الشيء بين أضراسه، وعض عليها منعا له أن ينتزع، وذلك أشد ما يكون من التمسك بالشيء، إذ كان ما يمسكه بمقاديم فمه أقرب تناولا وأسهل انتزاعا. [ (٣) ] قوله: «كل محدثة بدعة» فإن هذا خاص في بعض الأمور دون بعض، وكل شيء أحدث على غير أصل من أصول الدين وعلى غير عياره وقياسه. وأما ما كان منها مبنيا على قواعد الأصول ومردودا إليها، فليس ببدعة ولا ضلالة. قال الخطابي: وفي قوله صلّى اللَّه عليه وسلم: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين» دليل على أن الواحد من الخلفاء الراشدين إذا قال قولا، وخالفه فيه غيره من الصحابة، كان المصير إلى قول الخليفة أولى. (معالم السنن) . والخلفاء الراشدون هم: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلى رضوان اللَّه تبارك وتعالى عليهم أجمعين. [ (٤) ] سبق تخريجه.