وفيها مصالحة أهل الذمة على ما يراه الإمام من أصناف المالي، ويجرى ذلك مجرى ضرب الجزية عليهم، فإن كلا منها مال يؤخذ من الكفار على وجه الصغار في كل عام. وفيها بعث الإمام الرجل العالم الأمين إلى أهل الهدنة في مصلحة الإسلام. وفيها منقبة ظاهرة لأبى عبيدة بن الجرام رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه. وقد ذكر ابن إسحاق أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بعث عليا إلى أهل نجران ليأتيه بصدقاتهم وجزيهم، هذه القصة فير قصة أبي عبيدة، لأن أبا عبيدة توجه لهم فقبض مال الصلح ورجع، وعليّ أرسله النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بعد ذلك يقبض منهم ما استحق عليهم من الجزية، ويأخذ ممن أسلم منهم وجب عليه من الصدقة واللَّه تعالى أعلم. (فتح الباري) . وأخرجه أيضا البيهقي في (دلائل النبوة) : ٥/ ٣٩٢، باب وفد نجران وشهادة الأساقفة لنبينا صلّى اللَّه عليه وسلّم بأنه النبي الّذي كانوا ينتظرونه، وامتناع من امتنع منهم من الأساقفة لنبينا صلّى اللَّه عليه وسلّم بأنه النبي الّذي كانوا ينتظرونه، وامتناع من امتنع منهم الملاعنة، وما ظهر في ذلك من آثار النبوة، وكذلك رواه ابن هشام في (السيرة) ، وان سعد في (الطبقات) .