للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكانت الصفة أن المنذر الأكبر أهدى إلى أنوشروان جارية، كان أصابها إذا أغار على الحارث الأكبر الغساني بن أبى شمر، فكتب إلى أنوشروان يصفها له، [وقال: إني قد وجهت إلى الملك جارية] معتدلة الخلق، نقية اللون والثغر، بيضاء، قمراء، وطفاء، [كحلاء] دعجاء، حوراء، عيناء، قنواء، شماء، زجاء، برجاء، أسيلة الخد، شهية القد، جئلة الشعر، عظيمة الهامة، بعيدة مهوى القرط، عيطاء عريضة الصدر، كاعب الثدي، ضخمة مشاشة المنكب والعضد، حسنة المعصم، لطيفة الكف، سبطة البنان، لطيفة طى البطن، خميصة الخصر، غرثى الوشاح، رداح القبل، رابية الكفل، لفاء الفخذين، ريا الروادف، ضخمة المأكمتين، عظيمة الركبة، مفعمة الساق، مشبعة الخلخال، لطيفة الكعب والقدم، قطوف المشي، مكسال الضحى، بضة المتجرد، سموعا للسيد، ليست بخنساء، ولا سعفاء، ذليلة الأنف، عزيزة النفر، لم تغد في بؤس، حيية رزينة، حليمة ركينة، كريمة الخال، تقتصر بنسب أبيها دون فصيلتها، وبفصيلتها دون جماع قبيلتها، قد أحكمتها الأمور في الأدب، فرأيها رأى أهل الشرف، وعملها عمل أهل الحاجة، صناع الكفين، قطيعة اللسان، رهوة الصوت، تزين البيت، وتشين العدو، إن أردتها اشتهت، وإن تركتها انتهت، تحملق عينها، وتحمر وجنتها، وتذبذب شفتاها، وتبادرك الوثبة، [ولا تجلس إلا بأمرك إذا جلست] [ (١) ] .


[ (١) ] معاني المفردات الغربية.
- الوطفاء: غزيرة الإهاب وشعر الحاجبين.
- الدعجاء: شديدة سواء العين مع شدة بياض البياض.
- الحور: اسوداد العين كلها مثل الظباء، ولا يكون في بنى آدم إلا على الاستعارة.
- العين: سعة العين.
- القنواء: من القنا، وهو ارتفاع في أعلى الأنف واحد يداب في وسطه وسبوغ في طرفه.
- الشمم في الأنف: ارتفاع القصبة وحسنها.
- الزجاء: دقيقة الحاجبين في طول: [قال الناظم: إذا ما الغانيات برزن يوما وزجن الحواجب والعيونا] .
- البرجاء: الجملية الحسنة.