للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- وهي داجن سمينة- والوحا والعجل، افرغ قبل أن يستيقظ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وأنا معك، فلم نزل فيها حتى فرغنا [منها] وهو نائم: فقلت له: إن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إذا استيقظ يدعو بالطهور، وإني أخاف إذا فزع أن يقوم فلا يفرغن من وضوئه حتى نضع العناق بين يديه، فلما قام قال: يا جابر ائتني بطهور، فلم يفرغ من طهوره [ (١) ] حتى وضعت العناق بين يديه، فنظر إليّ فقال: كأنك قد علمت حبنا اللحم [ (٢) ] ! أدع لي أبا بكر، ثم دعا حواريه الذين معه فدخلوا فضرب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بيده وقال: بسم اللَّه كلوا، فأكلوا حتى شبعوا وفضل منها لحم كثير، وذكر باقي الحديث. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد [ (٣) ] .

وخرجه ابن حبان في (صحيحه) من حديث يحيى بن مسلم به [ (٤) ] .

وخرج الحاكم [ (٥) ] من حديث حبيب بن الشهيد، عن عمرو بن دينار، عن جابر قال: أمرني أبي بخزيرة فصنعت، ثم أمرني فحملتها إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فإذا هو في منزله فقال: ما هذا يا جابر؟ ألحم هذا؟ قلت: لا يا رسول اللَّه ولكنها خزيرة أمرنى بها أبي فصنعت، ثم أمرني فحملتها إليك، ثم رجعت إلي أبي فقال: هل رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم؟ قلت: نعم، قال: فما قال لك؟ قلت:


[ (١) ] (في الأصل) : «وضوئه» .
[ (٢) ] كذا في (الأصل) ، وفي (المستدرك) : «كأنك علمت حبنا للحم» .
[ (٣) ] (المستدرك) : ٤/ ١٢٣- ١٢٤، كتاب الأطعمة، حديث رقم (٧٠٩٦) ، وقال الحافظ الذهبي في (التلخيص) :
صحيح.
[ (٤) ] (الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان) : ١٥/ ٤٨٧- ٤٨٨، كتاب إخباره صلى اللَّه عليه وسلم عن مناقب الصحابة، رجالهم ونسائهم، ذكر عبد اللَّه بن عمرو بن حرام أبو جابر رضوان اللَّه عليه، حديث رقم (٧٠٢٠) ، وقال في (هامشه) : إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، وهو ثقة، روى له النسائي. عمرو بن دينار هو المكيّ.
[ (٥) ] (المستدرك) : ٤/ ١٢٤- ١٢٥، كتاب الأطعمة، حديث رقم (٧٠٩٩) ، وقال الحافظ الذهبي في (التلخيص) : صحيح. والخزيرة: لحم يقطع صغارا، ويصب عليه ماء كثير، فإذا نضج ذرّ عليه الدقيق.
والداجن: الشاة التي يعلفها الناس في منازلهم.