[ (٢) ] (سنن أبي داود) : ٢/ ٤٨٣، كتاب المناسك [الحج] ، باب (٦٧) يوم الحج الأكبر، حديث رقم (١٩٤٦) ، وأخرجه أيضا في البخاري: حديث رقم (٤٦٥٧) ، «والعدو» اسم يقع على الواحد والمتعدد، قال تعالى هم العد فاحذرهم. والشيطان: أصله نوع من الموجودات المجردة الخفية، وهو نوع من جنس الجن. والإنس: لإنسان، وهو مشتق من التأنس والإلف، لأن البشر يألف بالبشر ويأنس به، فسماه إنسا وإنسانا. و «شياطين الإنس» استعارة للناس الذين يفعلون فعل الشياطين: من مكر وخديعة. وإضافة شياطين إلى الإنس إضافة مجازية على تقدير «من» التبعيضية مجازا، بناء على الاستعارة التي تقتضي كون هؤلاء الإنس شياطين، فهم شياطين، وهم بعض الإنس، أي أن الإنس: لهم أفراد متعارفة، وأفراد غير متعارفة، يطلق عليهم اسم الشياطين، فهي بهذا الاعتبار من إضافة الأخص من وجه، إلى الأعم من وجه، وشياطين الجنّ حقيقة، والإضافة حقيقية، لأن الجنّ منهم شياطين، ومنهم غير شياطين، ومنهم صالحون، وعداوة شياطين الجنّ للأنبياء ظاهرة، وما جاءت الأنبياء إلا للتحذير من فعل الشياطين، وقد قال اللَّه تبارك وتعالى لآدم: إِنَّ هذا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ، (تفسير التحرير والتنوير) : ٥/ ٩ تفسير سورة الأنعام.