للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذلك به فكان هو ذلك عدو اللَّه،

خرج إلى مكة فلما افتتح رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم مكة خرج إلى الطائف، فلما أسلم أهل الطائف لحق بالشام فمات بها سنة تسع، وقيل: سنة عشر من الهجرة، طريدا وحيدا غريبا [ (١) ] وابنه حنظلة العبد استشهد يوم أحد- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه-[ (٢) ]

وذكر المعتمر بن سليمان، عن أبيه- وقد ذكر حديث الهجرة- قال: فلما عدنا المدينة لقي أبا عامر وهو يسيح في الأرض وهو الراهب، وكان يدعى الراهب من شدة تعبده وتألهه، فقال لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من أنت؟ قال: أنا رسول اللَّه، فقال يا محمد لقد حدّثت عنك قبل أن أراك حديثا ما أدري لعله سيكون كذلك! فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: ما هو؟ قال: حدّثت أنك تفرق بين الاثنين، ولي ابن يقال له حنظلة، فهبه لي ولا تفرق بيني وبينه، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم:

أنا لست كذلك، ولكن جئتك يا أبا عامر وقومك بالهدى، والبصيرة من


[ (١) ] (سيرة ابن هشام) : ٣/ ١٢٨، جزاء ابن صيفي لتعريضه به صلّى اللَّه عليه وسلّم.
[ (٢) ] هو حنظلة بن أبي عامر بن صيفي بن مالك بن أمية- أو ابن صيفي بن زيد بن أمية، أو ابن صيفي بن النعمان بن مالك بن أمية- ابن ضبيعة بن زيد بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاريّ الأوسيّ، المعروف بغسيل الملائكة.
وكان أبوه في الجاهلية يعرف بالراهب، واسمه عمرو، ويقال: عبد عمرو، وكان يذكر البعث ودين الحنفية، فلما بعث النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم عانده وحسده وخرج عن المدينة، وشهد مع قريش وقعة أحد، ثم رجع مع قريش إلى مكة، ثم خرج إلى الروم فمات بها سنة تسع، ويقال: سنة عشر، وأعطى هرقل ميراثه لكنانة بن عبد ياليل الثقفيّ. وأسلم ابنه حنظلة فحسن إسلامه، واستشهد. لا يختلف أصحاب المغازي في ذلك.
وروى ابن شاهين. بإسناد حسن إلى هشام بن عروة عن أبيه، قال: استأذن حنظلة بن أبي عامر، وعبد اللَّه بن أبيّ ابن سلول، رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم الزبير، عن أبيه عن جده قال: كان حنظلة بن أبي عامر الغسيل التقى هو وأبو سفيان بن حرب، فلما استعلى حنظلة رآه شداد بن شعوب فعلاه بالسيف حتى قتله، وقد كاد يقتل أبا سفيان،
فقل النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: إن صاحبكم تغسله الملائكة، فاسألوا صاحبته، فقالت: خرج وهو جنب لما سمع الهيعة. فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: لذلك تغسله الملائكة. (الإصابة) : ٢/ ١٣٧، ترجمة رقم (١٣٧) ، (الاستيعاب) : ١/ ٣٨٠- ٣٨٢، ترجمة رقم (٥٤٩) ، (سيرة ابن هشام) : ٣/ ١٢٧.