للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في اليوم الّذي بدئ فيه، فقلت: وا رأساه فقال صلّى اللَّه عليه وسلّم: وددت أن ذلك كان وأنا حي فهيأتك ودفنك، فقلت: كأني بك ذلك اليوم عروسا ببعض نسائك! قال صلّى اللَّه عليه وسلّم: بل أنا وا رأساه، أدعو إلي أباك وأخاك حتى أكتب لأبي بكر كتابا، فإنّي أخاف أن يقول قائل أو يتمنى متمن ويأبى اللَّه والمؤمنون إلا أبا بكر [ (١) ] .

وخرج البيهقي من طريق يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال: حدثني يعقوب بن عتبة ابن المغيرة بن الأخنس، عن الزهري، عن عبيد اللَّه ابن عبد اللَّه بن عتبة بن مسعد، عن عائشة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها- قالت: دخل عليّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وهو يصدع وأنا أشتكي رأسي فقلت: وا رأساه، فقال صلّى اللَّه عليه وسلّم بل أنا واللَّه يا عائشة وا رأساه، ثم قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وما عليك لو مت قبلي فوليت أمرك وصليت عليك وواريتك؟ فقلت: واللَّه إني لأحسب أنه لو كان ذلك، لقد خلوت ببعض نسائك في بيتي آخر النهار فأعرست بها، فضحك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ثم تمادى برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وجعه، فاستقر برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وهو يدور على نسائه في بيت ميمونة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها- فاجتمع إليه أهله، فقال العباس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه: إنا لنرى برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ذات الجنب فهلموا فلنلده، فلدوه، وأفاق رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: من فعل هذا؟ قالوا: عمك العباس، تخوف أن يكون بك ذات الجنب، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: إنها من الشيطان، وما كان اللَّه تعالى ليسلطه عليّ، لا يبقى في البيت أحد إلا لددتموه إلا عمي العباس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه-،

فلدّ أهل البيت كلهم حتى ميمونة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها-، وإنها لصائمة يومئذ، وذلك بعين رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، ثم أستأذن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم نسائه أن يمرض في بيتي، فخرج صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى بيتي فهو صلّى اللَّه عليه وسلّم بين العباس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- وبين رجل آخر لم تسمه قدماه تخطان الأرض إلى بيت عائشة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها-، قال عبيد اللَّه: فحدثت هذا الحديث ابن عباس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما- فقال: تدري من الرجل الآخر الّذي كان مع العباس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- قلت: لا


[ (١) ] (مسند أحمد) : ٧/ ٢٠٧- ٢٠٨، حديث رقم (٢٤٥٨٩) ، من حديث للسيدة عائشة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها-