للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عيينة، عن معمر عن الزهري.

وأخرج البخاري من حديث أبي معمر حدثنا عبد الوارث، حدثنا عبد العزيز عن أنس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- قال: لم يخرج إلينا نبي اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ثلاثا وأقيمت الصلاة فذهب أبو بكر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما- يتقدم بالحجاب فلما وضح لنا وجه النبي صلى اللَّه عليه وسلم حين وضح لنا قال:

فأومأ نبي اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بيده إلى أبي بكر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- أن يتقدم، وأرخى النبي صلى اللَّه عليه وسلم الحجاب فلم يقدر عليه حتى مات [ (١) ] ، لفظهما فيه متقارب.

قال البيهقي: فهذان عدلان شهدا بذلك على أنس بن مالك- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- وقد روى عبد اللَّه بن عباس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما- ما يؤكد رواية أنس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- ويشهد لها بالصحة [ (٢) ] .

فذكر ما خرجه مسلم [ (٣) ] وأبو داود [ (٤) ] والنسائي [ (٥) ] من حديث سفيان بن عيينة قال: أخبرني سليمان بن سحيم، عن إبراهيم بن عبد اللَّه بن معبد، عن أبيه، عن ابن عباس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما- قال: كشف رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم الستارة والناس صفوف خلف أبي بكر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- فقال: أيها الناس إنه لم يبق من مبشّرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة، يراها المسلم أو ترى له، ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعا أو ساجدا. فأما


[ (١) ] (المرجع السابق) : حديث رقم (٦٨١) .
[ (٢) ] (دلائل البيهقي) : ٧/ ١٩٥، باب ما جاء في تقرير النبي صلى اللَّه عليه وسلم أبا بكر رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه على آخر صلاة صلاها بالناس في حياته، وإشارته إليهم بإتمامها خلفه وارتضائه صنيعهم، وذلك في صلاة الفجر من يوم الاثنين، وهو اليوم الّذي توفي فيه، وقول من زعم أنه خرج، فصلى منها ركعة خلف أبي بكر رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه بعد ما أمره بالتقدم ثم زعم أنه خرج، فصلى منها ركعة خلف أبي بكر بعد ما أمره ثم صلى لنفسه أخرى. خلف أبي بكر.
[ (٣) ] (مسلم بشرح النووي) : ٤/ ٤٤٢، كتاب الصلاة، باب (٤١) النهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود، حديث رقم (٢٠٧) .
[ (٤) ] (سنن أبي داود) : ١/ ٥٤٥- ٥٤٦، كتاب الصلاة، باب (١٥٢) الدعاء في الركوع والسجود حديث رقم (٨٧٦) .
[ (٥) ] (مسلم بشرح النووي) : ٤/ ٤٤٢- ٤٤٣، حديث رقم (٢٠٨) قوله: قال أبو بكر حدثنا سفيان