للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال سيف: عن الضحاك بن يربوع عن أبيه قال: رجع النبي صلى اللَّه عليه وسلم إلى


[ () ] ثم ظهر لي أن الصواب ما وقع عند ابن إسحاق، وأن مسيلمة والوفد نزلوا في دار بنت الحارث وكانت دارها معدة للوفود، وكان يقال لها أيضا بنت الحارث، كذا صرح به محمد بن سعد في (طبقات النساء) فقال:
رملة بنت الحارث ويقال لها ابنة الحارث بن ثعلبة الأنصارية، وساق نسبها. وأما زوجة مسيلمة وهي كيسة بنت الحارث فلم تكن إذ ذاك بالمدينة وإنما كانت عند مسيلمة باليمامة، فلما قتل تزوجها ابن عمها عبد اللَّه ابن عامر بعد ذلك. واللَّه أعلم.
قوله: «ثم جعلته لنا بعدك» هذا مغاير لما ذكر ابن إسحاق أنه ادعى الشركة، إلا أن يحمل على أنه ادعى ذلك بعد أن رجع.
قوله: «فقال ابن عباس ذكر لي» كذا فيه بضم الذال من ذكر على البناء للمجهول، وقد وضح من حديث الباب قبله أن الّذي ذكر له ذلك هو أبو هريرة.
قوله: «إسواران» بكسر الهمزة وسكون المهملة تثنية إسوار وهي لغة في السوار، وإسوار بالكسر ويجوز الضم، والأسوار أيضا صفة للكبير من الفرس: وهو بالضم والكسر معا بخلاف الإسوار من الحلي فإنه بالكسر فقط.
قوله: «ففظعتهما وكرهتهما» بفاء وظاء مشالة مكسورة بعدها عين مهملة، يقال: فظع الأمر فهو فظيع إذا جاوز المقدار، قال ابن الأثير: الفظيع الأمر الشديد، وجاء هنا متعديا، والمعروف فظعت به وفظعت منه فيحتمل التعدية على المعنى أي حفتهما، أو معنى فظعتهما اشتد علي أمرهما. قلت: يؤيد الثاني قوله في الرواية الماضية قريبا «وكبرا علي» .
قوله: «فقال عبد اللَّه أحدهما العنسيّ الّذي قتله فيروز باليمن، والآخر مسيلمة الكذاب» أما مسيلمة فقد ذكرت خبره، وأما العنسيّ وفيروز فكان من قصته أن العنسيّ وهو الأسود واسمه عبهلة بن كعب وكان يقال له أيضا ذو الخمار بالخاء المعجمة لأنه كان يخمر وجهه، وقيل هو اسم شيطانه. وكان الأسود قد خرج بصنعاء وادعى النبوة وغلب على عامل صنعاء المهاجر بن أبي أمية، ويقال إنه مر به فلما حاذاه عثر الحمار فادعى أنه أنه سجد له، ولم يقم الحمار حتى قال له شيئا فقام، وروى يعقوب بن سفيان والبيهقي في «الدلائل» من طريقه من حديث ان عمان بن بزرج بضم الموحدة وسكون الزاي ثم راء مضمومة ثم جيم قال: خرج أسود الكذاب وهو من بني عنس بعني بسكون النون وكان معه شيطانان يقال لأحدهما سحيق بمهملتين وقاف مصغر والآخر شقيق بمعجمة وقافين مصغر، وكانا يخبرانه بكل شيء يحدث من أمور الناس، وكان ياذان أمل النبي