مثلك أن يعلم بمثله ورواه حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار، قال: توفى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وهو ابن خمس وستين.
ورواه حماد بن سلمة عن عمار بن أبى عمار عن ابن عباس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما في هذا أقوى، لأن عمار بن أبي عمار مولى بني هاشم، وسعيد ابن جبير من رواية العلاء بن صالح عن المنهال، عن سعيد بن جبير ويوسف بن مهران كلهم قد تلقوا عن ابن عباس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما، قال: إن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم توفى وهو ابن خمس وستين وروى أبو سلمة، وعكرمة، ومحمد بن سيرين، وأبو حصين ومقسم، وأبو طيبان، وعمرو بن دينار، كلهم عن ابن عباس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما- قال: إن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم توفى وهو ابن ثلاث وستين.
وقد روى معاذ عن بشر بن المفضّل، عن حميد بن أنس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- قال: توفى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وهو ابن خمس وستين.
وذكره ابن أبي خثيمة عن المغني بن معاذ هكذا. ورواه أبو مسلم المشتمل عن معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن أنس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- مثله، قال: إن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم توفي وهو ابن خمس وستين. وقد روى معاذ ابن معاذ عن بشر بن المفضل، عن حميد عن أنس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهم- قال: توفى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وهو ابن خمس وستين. ثم ذكر أبو عمير من طريق موسى بن عقبة عن ابن شهاب، قال: حدثني عروة عن عائشة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما- قال: توفى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين.
ومن طريق قاسم بن أصبغ، حدثني أحمد بن زهير. حدثنا إسماعيل بن كريم الفرجمانى، حدثنا حسان بن إبراهيم، حدثنا يونس بن زيد، عن الزهري، قال: أخبرنى عروة عن عائشة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها- قالت: توفى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين. قال الزهري: أخبرنى سعيد بن المسيب عن عائشة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها- عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم مثل ذلك.
قال أبو عمر هذا أصحّ شيء في هذا الباب إلا أني أعجب من رواية هشام ابن عروة وعمرو بن دينار عن عروة قوله خلاف هذا الحديث على ما قدمناه عنه وما أدري كيف هذا؟ وروى شعبة وإسرائيل عن أبى إسحاق، عن عامر بن سعيد عن جرير عن عبد اللَّه، قال: إنه سمع معاوية يقول: قبض رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين. قاله أبو إسحاق وعامر بن سعد وعبد اللَّه بن عتبة وسعيد بن المسيب والشعبي عليه أقره الناس لأنه يجتمع على هذا القول