للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في جنبه، فقلنا يا رسول اللَّه! لو اتخذنا لك؟ فقال: ما لي والدنيا؟ ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها. قال: هذا حديث حسن صحيح [ (١) ] .

وخرّجه الحاكم من حديث ثابت بن زيد: حدثنا هلال بن خباب [ (٢) ] عن عكرمة عن ابن عباس، ومن حديث عمرو بن مرة كما تقدم وصححاه.

وخرّج ابن حبان من طريق أبي حسين الجعفي عن فضيل بن عياض عن مطرح ابن يزيد عن عبيد اللَّه بن زحر عن القثم عن أبي أمامة قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم عرض عليّ ربي بطحاء مكة ذهبا فقلت: لا يا رب، ولكن أجوع يوما وأشبع يوما، فإذا شبعت حمدتك وشكرتك، وإذا جعت تضرعت إليك ودعوتك [ (٣) ] .

وله من حديث محمد بن حمير عن الزارع بن نافع عن أبي سلمة عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: اتخذت لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فراشين حشوهما ليف وإذخر فقال:

يا عائشة! ما لي والدنيا؟ إنما أنا والدنيا كراكب استظل تحت شجرة في أصلها، حتى إذا فاء الفيء ارتحل فلم يرجع إليها أبدا.

وخرّج الإمام أحمد من حديث مالك بن مغول عن مقاتل بن بشير عن شريح ابن هانئ قال: سألت عائشة عن صلاة رسول اللَّه قالت: لم تكن صلاة أحرى أن يؤخرها إذا كان على حدث من صلاة العشاء الآخرة، وما صلاها قط فدخل عليّ إلّا صلّى بعدها أربعا أو ستا، وما رأيته متقى الأرض بشيء قط [ولقد مطرنا مرة بالليل فطرحنا له نطعا، فكأني انظر إلى ثقب فيه ينبع الماء منه] [ (٤) ] .

وله من حديث ابن لهيعة عن الأسود عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت:

ما أعجب رسول اللَّه شيئا من الدنيا ولا أعجبه أحد قط إلا ذو تقى. وفي رواية:

ولا أعجبه شيء من الدنيا إلا أن يكون فيها ذو تقى.

وله من حديث مروان بن معاوية قال: أخبرني هلال بن يزيد أبو يعلي قال: سمعت أنس بن مالك يقول:


[ (١) ] (الجامع الصحيح للترمذي) ج ٤ ص ١٧ حديث رقم ٢٤٨٣.
[ (٢) ] في (خ) «حباب» ، والتصويب من (الجرح والتعديل) ج ٩ ص ٧٥ ترجمة رقم ٢٩٤.
[ (٣) ] ونحوه في المرجع السابق باب ما جاء في الكفاف والصبر عليه حديث رقم ٢٤٥١.
[ (٤) ] ما بين القوسين تكملة من (سنن أبي داود) ج ٢ ص ٧١ حديث رقم ١٣٠٣.