فمات قبل عثمان رضي اللَّه عنه بسنتين. ولهذا الحديث قريب منه في (مسند أحمد) : من حديث عبد اللَّه بن مسعود قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم «أنا أفرطكم على الحوض ولأنازعن أقواما، ثم لأغلبن عليهم، فأقول: يا رب أصحابي فيقول: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك» ونظيره في (مسلم) . قال أبو عمر: وروي عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أنه قال: «حكيم أمتي أبو الدرداء عويمر» . قال أبو عمر: له حكم مأثورة مشهورة: منها قوله: «وجدت الناس أخبر تقل، أي من جرّبهم رماهم بالمقت لخبث سرائرهم وقلة إنصافهم» . ومنها: «من يأت أبواب السلطان يقام ويقعد» . ووصف الدنيا فأحسن، فمن قوله فيها: «الدنيا دار الكدر، ولن ينجو منها إلا أهل الحذر، وللَّه فيها علامات يسمعها الجاهلون، ويعتبر بها العالمون، ومن علاماته فيها أن حفّها بالشبهات، فارتطم فيها أهل الشهوات، ثم أعقبها بالآفات، فانتفع بذلك أهل العظات، ومزج حلالها بالمئونات، وحرامها بالتبعات، فالمثري فيها تعب، والمقل ففيها نصب» . (الاستيعاب) : ج ٣ ص ١٢٢٧- ١٢٣٠ ترجمة رقم (٢٠٠٦) ، (الإصابة) : ج ٤ ص ٧٤٧- ٧٤٨ ترجمة رقم (٦١٢١) ، (مسند أحمد) : ج ١ ص ٦٣٥ حديث رقم (٣٦٣٢) ، (مسلم بشرح النووي) : ج ١٥ ص ٦٤ حديث رقم (٢٢٩٧) . [ (١) ] (كنز العمال) : ج ٧ ص ١٤٠ حديث رقم (١٨٤٠١) ، (سند أحمد) : ج ٥ ص ١٩٩ حديث رقم (٢١٢٨٨) : «حدثنا عبد اللَّه، حدثني أبي، حدثنا يونس، حدثنا بقية عن حبيب بن عمر الأنصاري، عن أبي عبد الصمد، عن أم الدرداء قالت: كان أبو الدرداء لا يحدث بحديث إلا تبسم فيه، فقلت له: إني أخشى أن يحمقك الناس، فقال: «كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم لا يحدث بحديث إلا تبسم» .