وقال السهيليّ: وهذا التسليم: الأظهر فيه أن يكون حقيقة، وأن يكون اللَّه أنطقه إنطاقا، كما خلق الحنين في الجذع، ولكن ليس من شروط الكلام الّذي هو صوت وحرف: الحياة والعلم والإرادة، لأنه صوت كسائر الأصوات، والصوت عرض في قول الأكثرين، ولم يخالف فيه إلا النّظام، فإنه زعم أنه جسم، وجعله الأشعريّ اصكاكا في الجواهر بعضها لبعض، وقال أبو بكر بن الطيب: ليس الصوت نفس الأصكاك، ولكنه معنى زائد عليه، ولو قدّرت الكلام صفة قائمة بنفس الحجر والشجر، والصوت عبارة عنه، لم يكن بد من اشتراط الحياة والعلم مع الكلام، واللَّه تعالى أعلم أي ذلك كان، أكان كلاما مقرونا بحياة وعلم، فيكون الحجر به مؤمنا؟ أو كان صوتا مجردا غير مقترن بحياة؟، وفي كلا الوجهين هو علم من أعلام النبوة. وأما حنين الجذع فقد سمّي حنينا، وحقيقة الحنين تقتضي شرط الحياة، وقد يحتمل تسليم الحجارة أن يكون مضافا في الحقيقة إلى ملائكة يسكنون تلك الأماكن، ويغمرونها، فيكون مجازا من قوله تعالى: وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ [الآية ٨٢/ يوسف] أي أهل القرية، والأول أظهر، وإن كانت كل صورة من هذه الصور التي ذكرناها فيها علم على نبوته صلّى اللَّه عليه وسلّم، غير أنه لا يسمى معجزة في اصطلاح المتكلمين إلا ما تحدى به الخلق فيعجزون عن معارضته. (الروض الأنف) : ٢/ ٢٦٦- ٢٦٧. [ (١) ] كل الروايات المعتمدة بدون هذه الزيادة. [ (٢) ] تصويب من (تهذيب التهذيب) : ٣/ ١٩٩، ترجمة رقم ٣٨١، وقال فيه: كذبه أحمد بن حنبل، وقال ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقات، ويروي عن المجاهيل المقلوبات. [ (٣) ] قال عنه البخاري: كان ممن قاتل عليا كرم اللَّه وجهه، وقال ابن عديّ: أحاديثه مشاهير، وقال الدارقطنيّ: لا بأس به، وذكره ابن حبان في (الثقات) ، قال الحافظ ابن حجر: وقال أبو حاتم مجهول، وقال أبو داود: كان شيعيا. (المرجع السابق) ١١/ ٢٣١٦، ترجمة رقم ٦٠٧. [ (٤) ] كذا في (خ) ، وفي (دلائل أبي نعيم) : ١/ ٢١٥، ٢١٦، «فظننتها» ، «فجئت» ، «فسجتني» ، حديث رقم (١٦٣) .