للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو الحسن (١) أن النص خطاب يمكن أن يعرف به المراد؛ وأن له شروطًا ثلاثة:

الأول: أن يكون لفظًا (كلامًا) كما عبّر أبو الحسن.

الثاني: أن لا يتناول إلا ما هو نص فيه، فإن كان نصًا في عين واحدة: وجب أن لا يتناول سواها، وإن كان نصًا في أشياء كثيرة: وجب أن لا يتناول ما سواها.

الثالث: أن تكون إفادته لما يفيد، ظاهرة غير مجملة (٢).

وهكذا يظهر من كلام القاضي، تقرير عدم الاحتمال في النص، وبدا ذلك في الشرطين المذكورين إلى جانب كونه لفظًا.

أما أبو إسحاق الشيرازي (٣) فقد عرَّفه في كتابه "اللمع" بقوله: (النص لفظ دلّ على الحكم على وجه لا احتمال فيه) (٤).

[مسلك الجويني]

هذا وكان إمام الحرمين (٥) صاحب "البرهان" واحدًا من هؤلاء الذين سلكوا هذا المسلك: ففرقوا بين الظاهر والنص.


(١) هو قاضي القضاة المشهور أبو الحسن عبد الجبار. من كبار شيوخ المعتزلة، وهو المراد حين يطلق (القاضي) ويكون الحديث عنهم. من مصنفاته: "المغني" عدد وافر من المجلدات و "تثبيت دلائل النبوة" و "شرح الأصول الخمسة" و "تنزيه القرآن عن المطاعن" في أصول الدين، و "طبقات المعتزلة". وله أيضًا: "العمد" في أصول الفقه الذي شرحه تلميذه أبو الحسين البصري في كتابه "المعتمد". توفي القاضي سنة ٤١٥ هـ.
(٢) راجع: "المعتمد" (١/ ٣١٩) لأبي الحسين البصري، "البحر المحيط" للزركشي.
(٣) هو إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي الفيروزآبادي، من كبار علماء الشافعية ومدرسي النظامية. له العديد من المصنفات، منها: "المهذب" و "التنبيه" و "اللمع". توفي في بغداد سنة ٤٧٦ هـ. وانظر: "تهذيب الأسماء واللغات" (٢/ ٣٢) للإمام النووي.
(٤) (ص ٢٦ - ٢٧).
(٥) هو عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني ويكنى أبا المعالي، وعُرف بـ "إمام الحرمين". اشتهر بعلمه وورعه وتصنيفه. من تصانيفه: "نهاية المطلب في الفقه" و "البرهان" في أصول الفقه، و "الشامل" في أصول الدين. توفي بالكرخ من ضواحي بغداد سنة ٤٧٨ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>