للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المتكلمين (١) كما درج عليه من الحنفية صاحب "التوضيح"، ومن تابعه من المتأخرين (٢).

غير أن الغزالي جعل الخلاف بين العلماء حول صيغ خمسة من صيغ العموم، وهي:

ألفاظ الجموع، "من" و "ما" إذا وردا للشرط والجزاء. ألفاظ النفي. الاسم المفرد إذا دخل عليه الألف ولام التعريف. والألفاظ المؤكدة. بينما لم يحدد ذلك الآخرون، بل عرضوا للخلاف في صيغ العموم بوجه عام.

[مسلك البزدوي والسرخسي]

أما فخر الإسلام البزدوي: فقد جعل أرباب الخصوص فرقة من الواقفية؛ فعنده: (أرباب العموم)، و (الواقفية) - ومنهم أرباب الخصوص - (٣). وكان ذلك اتجاه شمس الأئمة السرخسي الذي ذكر في معرض بيان حكم العام أن (بعض المتأخرين ممن لا سلف لهم في القرون الثلاثة قالوا: حكمه الوقف حتى يتبين المراد منه، بمنزلة المشترك أو المجمل. ويسمى هؤلاء، "الواقفية") ثم بيَّن أن أرباب الخصوص فرقة من الواقفية حين قال: (إلا أن منهم - يعني الواقعية - من يقولون يثبت به أخص الخصوص، وفيما وراء ذلك الحكم: هو الوقف، حتى يتبين المراد بالدليل) وبعد ذلك بيَّن مذهب أرباب العموم دون أن يطلق عليهم هذه التسمية (٤).

وعلى هذا يكون اتجاه الواقفية وأرباب الخصوص قد ظهر في القرن الرابع الهجري، كما أشرنا، سواء اعتبرنا أرباب المخصوص فرقة خاصة، أم اعتبرناهم شعبة من الواقفية.


(١) راجع: "المستصفى" (٢/ ٣٥).
(٢) راجع: "التوضيح" مع "التلويح" (١/ ٣٨)، "مرقاة الوصول شرح المرآة" مع "حاشية الإزميري" (١/ ٣٥٠) وما بعدها.
(٣) انظر: "أصول البزدوي" مع "كشف الأسرار" (٩/ ٢٩١) وما بعدها.
(٤) راجع: "أصول السرخسي" (١/ ١٣٢) فما بعد.

<<  <  ج: ص:  >  >>