للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[بعد رسالة الشافعي]

٢ - ولقد امتدت يد الاستقراء والتوسع في ميدان الاصطلاحات إلى مباحث البيان في تفسير النصوص، فرأينا الأصوليين - فيما بعد رسالة الشافعي - يقسمون البيان من حيث الوظيفة التي يمكن أن يؤديها من تقرير أو تفسير، أو تغيير أو تبديل … إلخ إلى أربعة أقسام، وأوصلها بعضهم إلى الخمسة (١).

فالقاضي أبو زيد الدبوسي (٢): يقسم البيان إلى أربعة أقسام هي:

بيان التقرير.

وبيان التفسير.

وبيان التغيير، وهو الاستثناء.

وبيان التبديل - وهو التعليق - بالشرط (٣).

وأوصلها شمس الأئمة السرخسي (٤) - إلى خمسة - حيث اتفق مع أبي زيد الدبوسي في الأربعة المذكورة، وضمّ إليها خامسًا وهو:


(١) انظر: "تقويم أصول الفقه وتحديد أدلة الشرع" للدبوسي (ص ٤٢٩) مخطوطة دار الكتب المصرية، وطبع فيما بعد. "أصول البزدوي" (٣/ ٤٢٨) فما بعدها مع "كشف الأسرار".
(٢) هو عبد الله بن عمر بن عيسى الدبوسي. أبو زيد، أحد القضاة السبعة في عصره.
ومن أجلّ كبار الحنفية من الفقهاء. وإليه انتهت مشيخة بخارى وسمرقند وما والاهما، وكان يضرب به المثل في النظر واستخراج الحجج، وهو أول من وضع علم الخلاف. والديوسي نسبة إلى دبوسية قرية بين بخاري وسمرقند من أعمال الصغد من ما وراء النهر. وأجل تصانيفه: كتاب "الأسرار في الأصول والفروع"، و "تقويم الأدلة" في الأصول، و"تأسيس النظر" في الخلاف، وله "خزانة الهدى"، و "نظم الفتاوى". توفي سنة ٤٣٠ هـ.
(٣) راجع: "تقويم الأدلة" للدبوسي (ص ٤٢٩) مخطوطة دار الكتب المصرية.
(٤) هو محمد بن أحمد بن سهل، أبو بكر شمس الأئمة من كبار قضاة الحنفية، يقال: إنه وصل إلى رتبة الاجتهاد. من أهل (سرخس) في خراسان. من أهم مصنفاته: "المبسوط" في الفقه، شرح "الكافي" للحاكم الشهيد وهو ثلاثون جزءًا أملاها وهو سجين بالجب في أوزجند (بفرغانه) وكان سبب سجنه صدعه بالحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وله "شرح الجامع الكبير للإمام محمد" أيضًا، و"شرح السير الكبير" للإمام محمد أيضًا، و"شرح مختصر الطحاوي" و "الأصول" في أصول الفقه. توفي سنة ٤٨٣ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>