للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الظاهر]

نقل الشوكاني (١) عن القاضي قوله في الظاهر: (لفظه يغني عن تفسيره) (٢) ولئن كان (النص) لا يحتمل التأويل عند المتكلمين، إن (الظاهر) عندهم هو الذي يحتمل التأويل. وقد عرّفه أبو إسحاق المروزي (٣) بقوله: (الظاهر لفظ معقول يبتدر إلى فهم البصير بجهة الفهم منه معنًى، وله عنده وجه في التأويل مسوغ لا يبتدر الظن والفهم. فهو بالنسبة للمعنى الراجح: ظاهر، وبالنسبة للمعنى المرجوح: مؤول) وهذا التعريف - كما يبدو - يشمل جميع أنواع الظواهر. والمؤول عندهم: هو اللفظ الذي صرف عن معناه الظاهر وأريد به المعنى المرجوح لدليل أو قرينة. وأوسع القول في ذلك الزركشي في "البحر المحيط" (٤).

[مسلك الباقلاني]

غير أن أبا بكر الباقلاني ضيّق دائرة الظاهر فعرّفه بقوله:

(هو لفظة معقولة المعنى، لها حقيقة ومجاز؛ فإن أُجريت على حقيقتها: كانت ظاهرًا، وإذا عدلت إلى جهة المجاز: كانت مؤولة) (٥).


(١) هو محمد بن علي بن محمد الشوكاني من أهل صنعاء، مجتهد من كبار فقهاء اليمن، يذكر المؤرخون أن له ١١٤ مؤلفًا. من مصنفاته: "فتح القدير" في التفسير، "نيل الأوطار" في الحديث والفقه وقد شرح فيه كتاب "منتقى الأخبار" للمجد بن تيمية، "إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول" في أصول الفقه، "الدرر البهية في المسائل الفقهية". في الفقه، توفي سنة ١٢٥٠ هـ.
(٢) "إرشاد الفحول" (ص ١٧٥).
(٣) هو إبراهيم بن أحمد المروزي. ذكر النووي الاتفاق على عدالته وتوثيقه في روايته ودرايته. نشر مذهب الشافعي في العراق، وكان على جانب عظيم من العلم والمعرفة، شرح "المختصر"، وصنّف في الأصول، توفي بمصر سنة ٣٤٠ هـ.
(٤) ينظر: "البحر المحيط" (١/ ٣٧٣ و ٣٧٦).
(٥) "البحر المحيط" للزركشي (١/ ٣٧٦)، "إرشاد الفحول" للشوكاني (ص ١٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>