للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن المؤكد، أن هذه المدرسة لا تنسب إلى فقيه معين، وإنما تنسب إلى ذلك الاتجاه الذي انتظم عددًا من الفقهاء تعاقبوا في دراساتهم وأبحاثهم، والتفوا على الخطة نفسها، وهم وإن لم يدوّنوا مبادئ مدرستهم وأصولها في مؤلف واحد: إلا أن المحدثين من الشرّاح استطاعوا أن يستخلصوا مبادئ هذه المدرسة، والأصول التي تقوم عليها، من كتابات أولئك الشرّاح في تعليقاتهم على النصوص.

ولقد حمل إلينا هؤلاء الشرّاح المحدثون، أن السابقين من الفقهاء إلى اتباع هذه الخطة - خطة الشرح على المتون - ثلاثة من عمداء كليات الحقوق في فرنسا. هم: "برودون" و "دلفانكور" و "تولييه" وتبعهم في ذلك آخرون من أساتذة القانون في فرنسا، وبلجيكا، الذين اشتهروا خلال القرن التاسع عشر. منهم: "ديرانتون" و "أوبري" و "رو" و "ديمولومب" و "ماركاديه" و"ثروبلونج" و "لوران" البلجيكي، وأخيرًا "بودوي لاكانتيينري" (١).

[الأسس التي قامت عليها المدرسة]

لقد قامت هذه المدرسة، كما يؤخذ من اتجاه أصحابها الذي ألمحنا إليه من قبل، على عدة أسس أهمها:

تقديس النصوص التشريعية.

تقديس إرادة المشرع عند التفسير.

حصر القانون في إرادة المشرع.

[١ - تقديس النصوص]

يبدو من الآثار التي تركها فقهاء هذه المدرسة، أنهم لا يعرفون إلا النصوص التشريعية مصدرًا للقانون، فقد قال أحدهم: (إنني لا أعرف


(١) انظر: أستاذنا الدكتور البدراوي في "المدخل" (ص ٣٩٣ - ٣٩٤)، الدكتور مرقس (ص ٣٣٤)، "مبادئ العلوم القانونية" للدكتور محمد علي عرفه (١/ ٢٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>