للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفصل الثاني المشترك]

[المبحث الأول ماهية المشترك وأسباب وجوده]

يرى المتتبع لأساليب الخطاب في اللغة العربية، وكيفية وقوع الأسماء على مسمياتها: أنه كثيرًا ما تسمى الأشياء الكثيرة بالاسم الواحد، كما نرى في عين العام، وعين المال، وعين السحاب. وهذا ما يدعى في اللغة بالمشترك (١).

ولقد تعرض للباحث في الكتاب والسنة كثير من النصوص التي تشتمل على ألفاظ مشتركة، حيث يدل اللفظ على أكثر من معنى، وكان ذلك سببًا لاختلاف أنظار العلماء فيما أراده الشارع من تلك الألفاظ، وهذا الاختلاف انبني عليه انختلاف فيما يدل عليه النص المشتمل على اللفظ المشترك من أحكام.

ولما للمشترك من أثر في استنباط الأحكام: عُني العلماء بتحديد ماهيته، وإيضاح أسباب الاشتراك، ودلالة المشترك على الحكم كيف تكون. وستعرض - ولو بإيجاز - لأهم جوانب في المشترك والتي لا بد منها في


(١) انظر: "الصاحبي" لابن فارس (ص ١٧١)، "المزهر" للسيوطي (١/ ٣٦٩) فما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>