ويراد بالمبهم هنا: اللفظ الذي خفيت دلالته على الحكم خفاءً لذاته، أو لعارض، فتوقف فهم المراد منه على شيء خارجي غيره. وقد يزول هذا الخفاء بالاجتهاد، فيفهم المراد، وقد يتعذر زواله إلا ببيان من الشارع.
وكما قسم الحنفية (الواضح) إلى أربعة أقسام تتفاوت مراتبها في الوضوح، قسموا (المبهم) أيضًا إلى أربعة أقسام تتفاوت مراتبها في الخفاء، كما أشرنا إلى ذلك من قبل.
وهذه الأقسام هي: الخفي، المشكل، المجمل، المتشابه (١).
وستعرض لهذه الأقسام ومراتبها في الإبهام مع دراسة الأمثلة والمقارنة، لنرى أثر ذلك في تفسير النصوص، واستنباط الأحكام.
(١) وضع صاحب "التلويح" التفتازاني ضابطًا لهذه الأقسام الأربعة، يقوم على أن الخفاء في المبهم: إما أن يكون من اللفظ نفسه، وينطوي في ذلك: المشكل والمجمل والمتشابه. وإما أن يكون لعارض، ويسمى المبهم في هذه الحالة بالخفي، قال ﵀: (إذا حفي المراد من اللفظ، فخفاؤه إما لنفس اللفظ أو لعارض. الثاني يسمى خفيًا. والأول: إما أن يدرك بالعقل أو لا، الأول يسمى مشكلًا، والثاني: إما أن يدرك المراد بالنقل أو لا يدرك أصلًا. الأول يسمى مجملًا. والثاني متشابهًا. فهذه الأقسام متباينة بلا خلاف). انظر: "التلويح مع التوضيح" (١/ ١٢٦).