للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المطلب الثالث المجمل]

المجمَل لغة: المبهم والمجموع، مأخوذ من الإجمال وهو الإبهام، وعدم التفصيل، قالوا: أجمل الأمر: أبهمه، والشيءَ: جمعه عن تفرقة، والحسابَ: رده إلى الجملة، والجملة: جماعة كل شيء بكماله، ويقال: أجملت له الحساب والكلام (١).

أما المجمَل في الاصطلاحٍ: فقد عرّفه صاحب "تقويم الأدلة" بأنه (الذي لا يعقل معناه أصلًا لتوحُّش في اللغة وضعًا، أو المعنى استعارة) (٢).

وقال فخر الإسلام البزدوي في "أصوله": (هو ما ازدحمت فيه المعاني واشتبه المراد منه اشتباهًا لا يدرك بنفس العبارة، بل بالرجوع إلى الاستفسار ثم الطلب، ثم التأمُّل) (٣).

وعرّفه شمس الأئمة السرخسي بأنه (لفظ لا يفهم المراد منه إلا باستفسار من المجمِل وبيانٍ من جهته، وذلك إما لتوحش في معنى الاستعارة، أو في صيغة عربية، مما يسميه أهل الأدب لغة غريبة) (٤).

[رأينا في هذه التعريفات]

وفي رأينا أن تعريف البزدوي يفضل تعريف صاحب "التقويم"، وذلك بما أبان من أن المعنى في المجمَل، إنما يدرك بالاستفسار من المجمِل، ثم الطلب، ثم التأمل، وإن كان لم يوضح أن الطلب والتأمل، إنما يحتاج


(١) انظر: المادة في "لسان العرب"، و"القاموس المحيط".
(٢) (ص ١٠٦) مخطوط دار الكتب المصرية.
(٣) "أصول البزدوي" وشرحه "كشف الأسرار" (١/ ٥٤) وبمثل تعريف البزدوي عرّفه النسفي صاحب "المنار". انظر: "المنار" وشروحه (١/ ٣٦٥).
(٤) راجع: "أصول السرخسي" (١/ ١٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>