للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث الأول ماهية المطلق والمقيد وحكمهما]

[المطلب الأول ماهية المطلق والمقيد]

قال ابن فارس في كتابه "الصاحبي" تحت عنوان "الخطاب المطلق والمقيد": (أما الإطلاق: فأن يذكر الشيء باسمه لا يقرن به صفة، ولا شرط، ولا زمان، ولا عدد، ولا شيء يشبه ذلك.

والتقييد: أن يذكر بقرين من بعض ما ذكرناه، فيكون ذلك القرين زائدًا في المعنى - من ذلك أن يقول القائل: "زيد ليث" فهذا إنما شبهه بليث في شجاعته، فإذا قال: "هو كالليث الحَرِب"، فقد زاد "الحرِب" وهو الغضبان الذي حُربَ فريستَه، أي: سُلبها، فإذا كان كذا كان أدهى له) (١).


(١) ثم أتي الصاحبي على شعر العرب فقال: (ومن المطلق قوله: تراتبها مصقولة كالسجنجل. قال الصاحبي: فشبه صدرها بالمرآة، لم يزد على هذا. ثم قال: وذكر ذو الرمة أخرى فؤاد في المعنى حتى قيد، فقال: ووجه كمرآة الغريبة أسجح. فذكر امرؤ القيس السجنجل، وزاد الثاني ذكر الغريبة فزاد في المعنى، وذلك أن الغربية ليس لها من يعلمها محاسنها من مساويها، فهي تحتاج أن تكون مرآتها أصفى وأنقى لتريها ما تحتاج إلى رؤيته من سنن وجهها. ومنه قول الأعشى:
تروح على آل المحلق جفنة … كجابية الشيخ العراقي تفهق
فشبه الجفنة بالجابية وهي الحوض، وقيدها بذكر الشيخ العراقي، لأن العراقي إذا كتان بالبدو ولم يعرف مواضع الماء ومواقع الغيث: فهو على جمع الماء الكثير أحرص من البدوي العارف بالمنافع والأحساء. =

<<  <  ج: ص:  >  >>