للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الزكاة]

أما الزكاة: فهي في اللغة النماء، يقال: زرع زاكٍ ومال زاكٍ: أي نامٍ بيّن الزكاء. وقد زكا الزرع، وزكت الأرض، وأزكت (١).

وترد أيضًا بمعنى التطهير (٢) ومنه قوله تعالى: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا﴾ [التوبة: ١٠٣] وجاء الإسلام ليعطي للزكاة معنًى جديدًا خاصًّا وهو: إعطاء جزء من النصاب إلى فقير ونحوه، غير متصف بمانع شرعي يمنع من الصرف إليه (٣).

وكما تطلق الزكاة على الإعطاء المذكور: تطلق على الطائفة من المال المزكَّى بها، فهي من الأسماء المشتركة بين المال المُخرَج والفعل.

وهذا لا يمنع أن الصلة واضحة بين المعنى اللغوي، والمعنى الجديد الذي أراده الشارع.

وقد ذكر العلماء أن الزكاة تطلق في الشرع بالاعتبارين معًا، وهما: النماء، والتطهير.

أما بالاعتبار الأول: فعلى معنى أن إخراجها سبب للنماء في المال.

دليل ذلك ما صحّ في الحديث "ما نقص مال من صدقة" (٤). ووجه


(١) ومنه قول الشاعر:
والمال يزكو بك مستكبرًا … يختال قد أشرف للناظر
(٢) انظر: "أساس البلاغة" للزمخشري (١/ ١٩٣)، "النووي على مسلم" (٧/ ٤٨)، "إحكام الأحكام" لابن دقيق العيد (١/ ٤٠٣)، "لسان العرب".
(٣) راجع: "فتح الباري" (٣/ ١٦٨)، "نيل الأوطار" (٤/ ١٢٢).
(٤) أخرجه القضاعي من حديث منصور عن يونس عن أبي سلمة مرفوعًا بزيادة "ولا عفا رجل عن مظلمة إلا زاده الله بها عزًا"، ولفظ مسلم عن أبي هريرة مرفوعًا: "ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه" (٢٥٨٨) وكذا هو عند الترمذي. وانظر: "المقاصد الحسنة" للسخاوي (ص ٣٧٢ - ٣٧٣)، "الجامع الصغير" للسيوطي مع "فيض القدير" للمناوي (٥/ ٥٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>