للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المجمَل والمؤول بعدم الرجحان. فقالوا: (ويمتاز المؤول بأنه مرجوح دون المجمَل) (١).

وعلى هذا يكون المتشابه ما ليس براجح، لا ما لا يتضح معناه كما هو قول الأكثرين (٢).

وهكذا يكون ما اتجه إليه البيضاوي في اصطلاحه، هو أن المتشابه (ما ليس براجح) بينما هو في الاصطلاح السابق: (ما لم يتضح معناه).

موقف الشيعة الإمامية (٣):

لا يلاحظ الباحث عند الشيعة الإمامية - وهم على طريقة المتكلمين - خروجًا على اصطلاح أولئك، في النظرة إلى المبهم من الألفاظ بشكل عام، إلا ما كان من اصطلاحهم في المتشابه؛ فقد جنحوا إلى السبيل التي سلكها البيضاوي في "المنهاج".

فبعد أن عرّف ابن المطهّر الحلي (٤) المجمَل بما عرّفه المتكلمون: ذكر


(١) راجع: "نهاية السول" على "المنهاج" مع حاشية الشيخ بخيت (٢/ ٦١).
(٢) راجع: "منهاج" البيضاوي للإسنوي مع الحاشية للشيخ بخيت (٢/ ٦١)، "التحرير" مع "التيسير" (١/ ١٦٢) "التقرير والتحبير" (١/ ١٦١)، وانظر هنالك: تفنيد كلام البيضاوي والرد عليه. وراجع: "مسلم الثبوت" مع "فواتح الرحموت" (٢/ ٢٢).
(٣) الإمامية الإثنا عشرية: أكبر فرق الشيعة، وقد سمُّوا بذلك؛ لأن عقائدهم أُسست حول الإمام وهم القائلون بإمامة علي بعد النبي نصًا، ويسمون بالاثني عشرية لأنهم يسلسلون أئمتهم إلى إثني عشر إمامًا ويقفون عند هذا العدد. وإمام مذهبهم في الفقه جعفر الصادق المتوفى سنة ١٤٨ هـ. وقد كتب علماؤهم في أصول الفقه على طريقة المتكلمين.
انظر: "الملل والنحل" للشهرستاني (١/ ٢١٨) مع "الفصل" لابن حزم.
(٤) هو الحسن بن يوسف بن علي بن المطهر الحلي. من أئمة الشيعة نسبة إلى الحلة في العراق. له عدد كبير من المصنفات منها: "تهذيب الوصول إلى علم الأصول"، "مبادئ الوصول إلى علم الأصول"، "نهاية الوصول إلى علم الأصول"، "مختلف الشيعة في أحكام الشريعة"، "نظم البراهين في أصول الدين". توفي في الحلة سنة ٧٢٦ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>