للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طريق الاستنباط من نصوص الكتاب والسنة التي جاءت بلغةٍ كثيرًا ما يقع الاسم الواحد فيها على شيئين أو أشياء كثيرة.

[تعريف المشترك]

المشترك: (هو اللفظ الموضوع للدلالة على معنيين أو معان مختلفة بأوضاع متعددة) (١).

وقد عرفه البزدوي في "الأصول": بأنه (كل لفظ احتمل معنى من المعاني المختلفة أو اسمًا من الأسماء على اختلاف المعاني على وجه لا يثبت إلا وأحد من الجملة مرادًا به) (٢).

وقد تخوف الشارح عبد العزيز البخاري من أن يوهم قول البزدوي: (من المعاني) أن عدد الثلاث: شرط في الاشتراك كما هو شرط في العموم، فأبان أن الأمر ليس كذلك، وأن الاشتراك يثبت بين المعنيين والاسمين أيضًا قال : (ولهذا قيل في حده: هو اللفظة الموضوعة لحقيقتين مختلفتين أو أكثر وضعًا أو لا من حيث هما مختلفتان) (٣).

مثال ذلك: لفظ (العين): فإنه يطلق على الباصرة، وعين الشمس وما يتبع من الماء، والجاسوس، وعلى سحاب ينشأ من قِبل القبلة والمالِ الناض، وقد وضع هذا اللفظ لكل منها بوضعٍ على حِدة.


(١) قاتل السيوطي: (وقد حده أهل الأصول: بأنه اللفظ الواحد الدال على معنيين دلالة واحدة فأكثر دلالة على السواء عند أهل تلك اللغة) "المزهر" (٤/ ١٧١).
(٢) راجع: "أصول البزدوي" مع "كشف الأسرار" لعبد العزيز البخاري (١/ ٣٧ - ٣٨)، وانظر: "طلعة الشمس" للسالمي الإباضي (١/ ١٣٤).
(٣) "كشف الأسرار" لعبد العزيز البخاري (١/ ١٣٤) ومن هنا قال السالمي في "طلعة الشمس": (وحاصله أن المشترك هو ما تكرر فيه الوضع بحسب معانيه من غير إهمال لبعضها، ويكون اسمًا: كالقرء للطهر والحيض. وفعلًا: كعَسعَسَ لـ "أقبل" ولـ "أدبر" وحرفًا: كـ "من" الجارة تكون للتبعيض والابتداء وغيرهما من معانيها.

<<  <  ج: ص:  >  >>