للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث الثاني الواضح عند المتكلمين الظاهر والنص]

ونعرض فيما يلي لمذهب الشافعي، ثم لمذهب المتكلمين من بعده.

[المطلب الأول مذهب الإمام الشافعي]

المعروف عن الإمام الشافعي من كتبه: أنه لم يضع حدودًا بين الظاهر والنص: وهما في تعبيره اسمان لمسمى واحد، فالنص يطلق على الظاهر، والظاهر يطلق على النص.

وقد ذكر العلماء ذلك عنه، وأوضحوه، حين تكلموا عن الواضح من الألفاظ، في معرض بيان منهجهم في تفسير النصوص.

قال أبو الحسين البصري (١) في "المعتمد": (وأما النص: فقد حدَّه الشافعي بأنه خطاب يعلم ما أريد به من الحكم، سواء كان مستقلًا بنفسه، أو علم المراد به بغيره، وكان يسمي المجمل نصًا) (٢).


(١) هو محمد بن علي بن الطيب أحد أئمة المعتزلة الأعلام، له عدد من المؤلفات في أصول الدين وأصول الفقه، منها: "المعتمد" الذي شرح فيه كتاب "العمد" للقاضي عبد الجبار، والذي أخذ فخر الدين الرازي منه كتابه "المحصول"، توفي أبو الحسين في بغداد سنة ٤٣٦ هـ. "وفيات الأعيان" (٣/ ٤٠١).
(٢) انظر: ج ١ ص ٣١٩ بتحقيق محمد حميد الله. وانظر: "البحر المحيط" للزركشي.

<<  <  ج: ص:  >  >>