للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال إلكيا الطبري (١): (نصّ الشافعي على أن النص كل خطاب علم ما أريد به من الحكم). قال: (وهذا يلائم الاشتقاق لأنه إذا كان كذلك كان قد أظهر المراد به وكشف عنه. ثم على هذا ينقسم النص إلى: ما يحتمل، وإلى ما لا يحتمل).

وذكر الغزالي في "المستصفى" و "المنخول" مثل ذلك (٢). كما ذكر قريبًا منه السبكي (٣) في "الإبهاج" (٤).

وفي كتب الشافعي - كما قدّمنا - دليل على ما قاله هؤلاء العلماء.

ففي باب (كيف البيان) من "الرسالة".

قال الشافعي: (والبيان اسم جامع لمعاني مجتمعة الأصول، متشعبة الفروع.

فأقل ما في تلك المعاني المجتمعة المتشعبة: أنها بيان لمن خوطب بها ممن نزل القرآن بلسانه، متقاربةُ الاستواء عنده، وإن كان بعضها أشدَّ تأكيد بيان من بعض، ومختلفةٌ عند كل من يجهل لسان العرب.

قال الشافعي: فجماع ما أبان الله لخلقه في كتابه مما تعبّدهم به لما مضى من حكمه - جلّ ثناؤه - من وجوه:


(١) هو أبو الحسن علي بن محمد بن علي الطبري الملقب بعماد الدين والمعروف بإلكيا الهراسي، و "الكيا" في الأعجمية: الكبير المقدّم بين الناس، تفقه على إمام الحرمين، وكان من كبار أئمة الشافعية في الأصول والفقه والتفسير. ودرّس بالمدرسة النظامية، وله عدد من المصنفات منها: "التلويح" في أصول الفقه، "أحكام القرآن" في التفسير، توفي أبو الحسن سنة ٥٠٤ هـ.
(٢) راجع: "المستصفى" للغزالي (١/ ٣٨٤).
(٣) هو عبد الوهاب بن علي، تاج الدين السبكي الملقب بقاضي القضاة وهو من كبار علماء الشافعية، كان فقيهًا أصوليًا مؤرخًا، وكان على جانب عظيم من القدرة على احتمال الأذى والصبر في سبيل الحق، وقد انتهت إليه رياسة القضاء بالشام، ودرّس في كثير من مدارس مصر والشام. من مصنفاته في الأصول: "جمع الجوامع" و "شرح مختصر ابن الحاجب" و "الإبهاج في شرح المنهاج" للبيضاوي، وقد بدأ أبوه تقي الدين السبكي هذا الشرح حتى وصل إلى قول البيضاوي: (الواجب أن تناول كل واحد فرض عين)، و "الترشيح" في اختيارات والده. ومن مصنفاته أيضًا: "طبقات الشافعية الكبرى" و "الوسطى"، و "الصغرى". توفي سنة ٧٧١ هـ.
(٤) (١/ ٣٥٩) فما بعدها شرح "منهاج" البيضاوي.

<<  <  ج: ص:  >  >>