للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الورق صدقة، وليس فيما دون خمس ذَود من الإبل صدقة، وليس فيما دون خمسة أوسق من التمر صدقة" (١).

وهكذا انتقل المبيِّن صلوات الله وسلامه عليه إلى الرفيق الأعلى، وقد بيّن لأمته ما أجمله الكتاب، في شأن فريضة الزكاة، التي هي ركن من أركان الإسلام، ومن أفضل مظاهر العدالة الاجتماعية بين بني الإنسان.

مدى بيان السنّة للمجمل من الأحكام:

وبعد أن اقتصرنا في التمثيل على ذكر الصلاة، والزكاة، رغبة في البُعد عن التطويل، تجدر الإشارة إلى أن كثيرًا من نصوص الكتاب المتعلقة بالأحكام التكليفية، قد جاءت في إطار مجمل، وما لم يبيّنه نص قرآني آخر، بيّنته السنّة وفصّلت أحكامه.

وهذا يشمل - فيما يشمل - أحكام العبادات، والمعاملات، والجنايات، ونظام البيوت، وأحكام الجهاد والسِّير؛ من حرب وسلم، وعلاقات دولية، إلى غير ذلك من الأحكام، مما يرى مبثوثًا في مظانه من كتب الأصول والفروع.

فالحج مثلًا: ورد مجملًا مفروضًا على من يجد السبيل وذلك بقوله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا﴾ [آل عمران: ٩٧] فبيّنت السنّة السبيل، وأنه الزاد والراحلة. كما أخبر الرسول الكريم بمواقيت الحج وأعماله، ومراتب تلك الأعمال وما سوى ذلك …

وقال فيما رواه مسلم عن جابر: "لتأخذوا عني مناسككم" وفي حجته التي روى حديثها مسلم وأبو داود خير تفصيل وأفضل بيان (٢).


(١) رواه الترمذي (٦٢٢١)، وأبو داود (١٥٦٩)، وابن ماجه (١٧٩٨). انظر: المصدر السابق (٤/ ١٣٨) فما بعدها.
(٢) رواه أحمد (١١٨٣٥)، ومسلم (١٢٩٧)، وأبو داود (١٩٧٠)، وانظر: "صحيح البخاري": (١٤٥٣) و (١٤٥٤)، و"صحيح مسلم بشرح النووي" (٧/ ٥٧)، و"منتقى الأخبار" مع "نيل الأوطار" (٤/ ١٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>