للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث الأول صيغ العموم]

[المطلب الأول ماهية العام ومذاهب العلماء في ألفاظه]

العام في لغة التنزيل اسم فاعل من عمَّ بمعنى شمل، مأخوذ من العموم. وهو لغة: الشمول يقال: مطر عام أي شامل شمل الأمكنة كلها، وخصب عام أي عمَّ الأعيان ووسع البلاد، ونخلة عميمة أي طويلة. ولذلك قال ابن فارس: (العام: الذي يأتي على الجملة لا يغادر منها شيئًا كما في قول الله جلَّ ثناؤه: ﴿خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ﴾ [النور: ٤٥] وقوله: ﴿خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ﴾ [الأنعام: ١٠٢، .... ]) (١).

أما في الاصطلاح: فيمكن تعريفه أخذًا من كلام الأكثرين بأنه: (اللفظ الموضوع وضعًا واحدًا للدلالة على جميع ما يصلح له من الأفراد، على سبيل الشمول والاستغراق من غير حصر في كمية معينة أو عدد معين) (٢).

وكذلك لفظ (السارق) و (السارقة) في قول الله جلَّ ثناؤه: ﴿وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا﴾ [المائدة: ٣٨].

فإنه عام لأنه موضوع وضعًا واحدًا، ليدل على شمول واستغراق كل


(١) انظر: "الصاحبي في فقه اللغة" لابن فارس، (ص ١٧٨ - ١٧٩)، وانظر: "المزهر للسيوطي" (١/ ٤٢٦) فما بعدها.
(٢) راجع: "أصول البزدوي" مع "كشف الأسرار" (١/ ٣٣)، "أصول السرخسي" (١/ ١٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>