للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المطلب الثاني المشكل]

المشكل: مأخوذ لغةً من قولهم: أشكل الأمر إذا دخل في أشكاله وأمثاله بحيث لا يعرف بدليل يتميز به، وذلك كقولهم: (أحرم) أي دخل في الحرم، و (أشتى) أي دخل في الشتاء (١).

قال أبو زيد الدبوسي في "التقويم": (وفوق الخفي المشكلُ: وهو الذي أشكل على السامع طريق الوصول إلى المعنى الذي وضعه له واضع اللغة، أو أراده المستعير، لدقة المعنى في نفسه لا بعارض حيلة) (٢).

وعرّفه السرخسي بأنه (اسم لما يشتبه المراد منه بدخوله في إشكاله على وجه لا يعرف المراد إلا بدليل يتميز به من بين سائر الأشكال) (٣).

أما صاحب "المرآة" من المتأخرين فقد قال فيه: (أما المشكل: فما خفي مراده، بحيث لا يدرك إلا بالتأمُّل، إما لغموض في المعنى، أو لاستعارة بديعة) (٤).

وأنت ترى، أن تعريف صاحب المرأة، أقرب إلى تعريف الدبوسي منه إلى تعريف السرخسي، وإن كان المال واحدًا.


(١) وفي وصية علي كما في "النهاية" لابن الأثير: (وأن لا يبيع من أولاد نخل هذه القرى ودية حتى يشكل أرضها غراسًا) أي حتى يكثر غراس النخل فيها، فيراها الناظر على غير الصفة التي عرفها به، فيشكل عليه أمرها. انظر "النهاية" لابن الأثير مع "الدر النثير" للسيوطي، (١/ ٢٣٣)، "المصباح المنير" (١/ ٤٣٨)، "أصول البزدوي" مع "كشف الأسرار" لعبد العزيز البخاري (١/ ٥٢).
(٢) انظر: المخطوطة (ص ٢٠٦).
(٣) راجع: "أصول السرخسي" (١/ ١٦٨).
(٤) انظر: "المرآة" (١/ ٤٠٨) مع "حاشية الإزميري".

<<  <  ج: ص:  >  >>