على أن الإجابة بشهرة الأخبار لا تدفع - في نظرنا - واقع الاحتجاج بأخبار الآحاد؛ لأن الاصطلاح على تسمية نوع من خبر الآحاد مشهورًا لاعتبارات معينة عند الحنفية - لا ينفي عنه صفة الآحادية، وحسبنا من خبر الآحاد: أن يكون مستوفيًا شروط القبول بسنده ومتنه. ولذا كان من غير المقبول عندنا: ما قرره الأستاذ الفاضل عمر عبد الله من "أن تخصيص الكتاب بخبر الواحد غير معقول". إن الرسول ﵊ هو المبين، فهل إذا وجدنا الحديث الصحيح نقف من بيان الكتاب به لأنه ليس متواترًا ولا مشهورًا. لقد رأينا إمامًا كالشافعي المتوفي سنة ٢٠٤ هـ يعني في رسالته أشد العنابة بضبط طرق الاستدلال، فلا ينكر التخصيص بخبر الآحاد، ولكن يحرص كل الحرص على أن يكون هذا الخبر صحيحًا، أتراه كان يتصرف تصرفًا غير معقول أم كان يأخذ بالكتاب أولًا وبالسنة التي فيها بيان القرآن ثانيًا؟ انظر: "سلم الوصول إلى علم الأصول" للأستاذ عمر عبد الله (ص ٢٠٢)، "الرسالة" للشافعي (ص ٦٤ - ٧٣ - ٣٦٩ - ٤٧١)، وانظر ما يقوله الدهلوي في "الإنصاف" (ص ٧١)، "حجة الله البالغة" (١/ ١٤٦).