للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث الأول عبارة النص]

[ماهية العبارة]

تأتي العبارة في اللغة في معرض التفسير والبيان.

يقال: عبرَ الرؤيا يعبرها عبرًا، وعبارة وعبَّرها: فسَّرها. وعبَّر عما في نفسه: أعرب وبيّن، والاسم: العِبرة والعِبارة، ويقال: حسَن العبارة: أي حسن البيان.

أما في الاصطلاح: فدلالة العبارة عند الحنفية هي: (دلالة اللفظ على الحكم المَسوقِ له الكلام أصالةً أو تبعًا، بلا تأمُّل).

فهي دلالة صريحة بلا نظر ولا بحث، وهي دلالة على ما سبق لأجله الكلام، سواء سيق له أصالةً أو تبعًا.

لهذا قال السرخسي عن الحكم الثابت بالعبارة: (فأما الثابت بالعبارة: فهو ما كان السياق لأجله، ويعلم قبل التأمُّل أن ظاهر النص متناول له) (١).

وقال البزدوي في معرض الاستدلال بالعبارة: (والاستدلال بعبارة النص هو العمل بظاهر ما سيق الكلام له) (٢).

وقد عبّرنا بالسَّوْق أصالة أو تبعًا، لما رأينا من الأمثلة التي أوردوها العبارة النص التي نحن بصددها - وسنرى شيئًا من تلك الأمثلة - ولما شُرح


(١) راجع: "أصول السرخسي" (١/ ٢٣٦).
(٢) راجع: "أصول البزدوي" مع "كشف الأسرار" (١/ ٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>