للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وواضع الحديث هو أبو مطيع كما تقدم. قال الحاكم: "إسناده فيه ظلمات، والحديث باطل، والذي تولى كبره أبو مطيع" (١).وقال الجورقاني: "هذا حديث موضوع باطل لا أصل له، وهو من موضوعات أبي مطيع البلخي" (٢).وقال ابن الجوزي: "هذا حديث موضوع باطل بلا شك، وهو من وضع أبي مطيع" (٣).وقال الذهبي: "فهذا وضعه أبو مطيع على حماد" (٤).

٤ - حديث عثمان بن عبدالله الأموي، قال حدثنا حماد بن سلمة عن أبي المهزم عن أبي هريرة قال:

((قدم وفد من ثقيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله جئناك نسألك عن الإيمان، أيزيد أو ينقص قال: الإيمان مثبت في القلوب كالجبال الرواسي وزيادته ونقصانه كفر)).

موضوع. فيه عثمان الأموي، وأبو المهزم.

أما أبو المهزم فتقدم ذكره. وأما عثمان بن عبدالله الأموي فقال عنه الأزدي: "لا يحتج بحديثه"، وقال ابن عدي: "حدث بمناكير عن الثقات وله أحاديث موضوعات"، وقال ابن حبان: "يضع الحديث على الثقات لا يحل كتب حديثه إلا اعتباراً"، وقال الدارقطني: "متروك الحديث"، وقال مرة: "يضع الأباطيل على الشيوخ الثقات" (٥).

قلت: أما واضع هذا الحديث فهو أبو مطيع البلخي المتقدم في الحديث الذي قبله، فسرقه عثمان بن عبدالله هذا منه فحدث به. قال ابن حبان: "هذا شيء وضعه أبو مطيع البخي فسرقه هذا الشيخ وحدث عنه" (٦) وقال الجورقاني بعد أن روى الحديث: "هذا حدث لا يرجع منه إلى الصحة، وليس هذا الحديث أصل من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعثمان بن عبدالله هذا كذاب، فسرق هذا الحديث عن أبي مطيع البلخي، فواه عن حماد ابن سلمة، وهذا شيء وضعه أبو مطيع البلخي عن حماد بن سلمة" (٧).وقال ابن الجوزي: "وقد سرق هذا الحديث من أبي مطيع، أبو عمرو عثمان بن عبدالله بن عمرو ... وغير لفظه، فرواه عن حماد بن أبي المهزم عن أبي هريرة ... " ثم ساق لفظه (٨).وقال الذهبي: "فهذا وضعه أبو مطيع على حماد، فسرقه هذا الشيخ منه" (٩).

٥ - حديث محمد بن القاسم الطايكاني: عن عبدالعزيز بن خالد عن سفيان الثوري عن أبي هارون عن أبي سعيد الخدري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من زعم أن الإيمان يزيد وينقص فزيادته نفاق، ونقصانه كفر، فإن تابوا وإلا فاضربوا أعناقهم بالسيف، أولئك أعداء الرحمن، فارقوا دين الله، وانتحلوا الكفر، وخاصموا في الله، طهر الله الأرض منهم ألا ولا صلاة لهم، ألا ولا صوم لهم، ألا ولا زكاة لهم، ألا ولا حج لهم، ألا ولا بر لهم، هم براء من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله برئ منهم)).


(١) ذكره ابن حجر في ((اللسان)) (٤/ ١٤٦)، والسيوطي في ((اللآلئ)) (ص ٣٨).
(٢) ((الأباطيل)) (١/ ٢١).
(٣) ((الموضوعات)) (١/ ١٣١).
(٤) ((الميزان)) (٣/ ٤٢).
(٥) انظر ((المجروحين)) لابن حبان (٢/ ١٠٣)، و ((الكامل في الضعفاء)) لابن عدي (٥/ ١٨٢٣)، و ((الضعفاء والمتروكين)) لابن الجوزي (٢/ ١٧٠)، و ((المغني في الضعفاء)) للذهبي (١/ ٦٠٣)، و ((الميزان)) له (٣/ ٤١)، و ((اللسان)) لابن حجر (٤/ ١٤٣).
(٦) ((المجروحين)) (٢/ ١٠٣).
(٧) ((الأباطيل)) (١/ ٢٣).
(٨) ((الموضوعات)) (١/ ١٣١).
(٩) ((الميزان)) (٣/ ٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>