للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن هذه الإشكالات لا نملك عليها إجابة في كتب العلماء الثقات، التي تبنى عليها الحقائق، ولكن كتاب المعتزلة القدماء، ومن ناصرهم من المعاصرين، تداركوا هذا الجانب، وبدءوا بالبحث عن تلمذة لواصل، فنسبوه إلى البيت الهاشمي، وهذا ما سوف نفصله. فقد وضع ابن المرتضى محمد بن الحنفية (٨١هـ) " في الطبقة الثانية من طبقات المعتزلة، ثم قال: "وأما محمد بن الحنفية، فقد مر أن واصلاً أخذ علم الكلام عنه، وصار كالأصل لسنده"، إلى أن قال: "وسئل أبو هاشم عن محمد بن علي؛ عن مبلغ علمه، فقال: إن أردتم معرفة ذلك، فانظروا إلى أثره في واصل بن عطاء، وقال شبيب بن شبة: ما رأيت في غلمان بن الحنفية أكمل من عمرو بن عبيد، فقيل له: متى اختلف عمرو بن عبيد إلى ابن الحنفية، قال: إن عمرا غلام واصل، وواصل غلام محمد" (١).وقال ابن المرتضى (٨٤٠هـ) " – أيضا –: الطبقة الثالثة من طبقات المعتزلة "منقسمة؛ فمن العترة الطاهر الحسن بن الحسن "ت (٩٩هـ) "، وابنه عبدالله بن الحسن، وأولاده: النفس الزكية، وغيره، ومن أولاد علي أبو هاشم عبدالله بن محمد بن الحنفية، وهو الذي أخذ عنه واصل، وكان معه في المكتب، فأخذ عنه، وعن أبيه" (٢).وقال نشوان الحميري المعتزلي الشيعي (٥٧٣هـ) ": "وكان واصل بن عطاء من أهل المدينة، رباه محمد بن الحنفية، وعلمه، وكان مع ابنه أبي هاشم في الكتاب، ثم صحبه بعد موت أبيه صحبة طويلة، وحكي عن بعض العلماء أنه قيل له: كيف كان علم محمد بن علي؟ قال: إذا أردت أن تعلم ذلك، فانظر إلى أثره في واصل" (٣).

هذه مزاعم أهل الاعتزال والتشيع، ولكننا لم نجد ما يؤيدهم في هذا الزعم من مصادر أهل السنة المعتبرة، إلا ما ردده "طاش كبرى زاده" نقلاً عن مصادر المعتزلة، والشيعة، وهذا النقل لا يعتد به، إذا تبين لنا بطلان هذه المزاعم، على النحو التالي:


(١) ((المنية والأمل)) (ص١٣١).
(٢) ابن المرتضى، ((المنية والأمل)) (ص١٣٢).
(٣) الحميري، ((الحور العين)) (ص٢٦٠)، ت. كمال مصطفى، ط٢، ١٩٨٥م، دار أزال بيروت.

<<  <  ج: ص:  >  >>