للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويبين أن إثبات رؤيته ليس فيه قلب لحقيقة ولا إثبات لما يتنافى مع تنزيه الله بل لما كان الله أكمل الموجودات وجب أن يكون مرئيا (والشيء إنما يرى لأنه موجود) (١).وقريب من هذا المعنى يقرره ابن تيمية فهو يقول: (فكل ما كان وجوده أكمل كان أحق بأن يرى. . . والموجود الواجب الوجود أكمل الموجودات وجودا، وأبعد الأشياء عن العدم، فهو أحق بأن يرى، وإنما لم نره لعجز أبصارنا عن رؤيته لا لأجل امتناع رؤيته) (٢).أما الأحاديث الصحيحة التي تثبت انحراف المعتزلة عنها، فهي كثيرة وقد عقد الإمام البخاري في كتاب التوحيد بابا ترجم له بقوله باب قول الله تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (٣) وقد أورد فيه عددا من آثار الرسول صلى الله عليه وسلم التي تثبت الرؤية. كما عقد مسلم بابا في كتاب الإيمان لهذا الغرض ترجم له النووي بقوله: (باب معرفة طريق الرؤية) (٤) سرد فيه عددا من الأخبار تثبت الرؤية منها: جاء عن جرير بن عبد الله قوله: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنكم سترون ربكم عيانا)). وقد أورده البخاري عن جرير في كتابي مواقيت الصلاة والتوحيد (٥)، وأورد نحوه عن أبي سعيد الخدري في كتاب التفسير (٦).كما خرج نحوه مسلم عن أبي سعيد الخدري في كتاب الإيمان (٧) وعن أبي هريرة في كتاب الزهد والرقائق (٨).

وخرجه أيضا ابن ماجه عن جرير في المقدمة وعن أبي هريرة في كتاب الزهد كما أورد نحوه أبو داود في كتاب السنة عن أبي هريرة وخرجه الترمذي في كتاب صفة الجنة عن أبي هريرة.

فرؤية المؤمنين لربهم في الدار الآخرة لا يمكن دفعها وكل محاولة لمنعها إنما هي إبطال متعمد للحديث الصحيح، وتأويل متعسف لصريح القرآن العزيز.

ج – إنكارهم لشفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم:

الشفاعة التي أثبتها أهل السنة أربعة أنواع:

١ - الخلاص من هول الموقف، وهي خاصة بمحمد رسول الله صلى الله عليه.

٢ - الشفاعة في قوم يدخلون الجنة بغير حساب.

٣ - الشفاعة في رفع الدرجات.


(١) ((إعجاز القرآن)) - المقدمة- للسيد صقر (٢٣).
(٢) ((منهاج السنة)) (٢/ ٢٥٥).
(٣) ((فتح الباري)) (١٧/ ١٩٣).
(٤) شرح مسلم – الإيمان- (١/ ١٦٧).
(٥) رواه البخاري (٧٤٣٥).
(٦) ((صحيح البخاري)) (٧٤٣٩).
(٧) ((صحيح مسلم)) (١٨٣).
(٨) ((صحيح مسلم)) (٢٩٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>