للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا موقف الإمام علي رضي الله عنه في ابن سبأ وأتباعه، نفاه إلى المدائن وأحرق طائفة من أتباعه، ومن لم يقتنع بهذه الروايات والتي بعضها رواها أحد المعصومين عند القوم وأبى إلا المكابرة والعناد، نذكر له ما ورد في حرق هؤلاء في الروايات الصحيحة عند أهل السنة والجماعة وبعدها روايات القوم. روى البخاري في (صحيحه) في كتاب الجهاد، باب لا يعذب بعذاب الله، بسنده إلى عكرمة أن علياً رضي الله عنه حرق قوماً فبلغ ابن عباس فقال: لو كنت أنا لم أحرقهم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تعذبوا بعذاب الله)) ولقتلتهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من بدّل دينه فاقتلوه)) (١).وروى البخاري في (صحيحه) في كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم، بسنده إلى عكرمة نحوه وفيه قال: "أتى عليّ رضي الله عنه بزنادقة فأحرقهم" (٢).ورواه كذلك أبو داود في (سننه): في كتاب الحدود، باب الحكم فيمن ارتد الحديث الأول بسنده إلى عكرمة بلفظ آخر وفي آخره فبلغ ذلك علياً فقال ويح ابن عباس، وروى كذلك النسائي في سننه (٣) نحوه. ورواه الترمذي في (الجامع): في كتاب الحدود، باب ما جاء في المرتد، وفي آخر، فبلغ ذلك علياً فقال: صدق ابن عباس: قال أبو عيسى، هذا حديث صحيح حسن، والعمل على هذا عند أهل العلم في المرتد (٤).وروى البخاري أيضاً في (صحيحه) في كتاب استتابه المرتدين والمعاندين وقتالهم بسنده إلى عكرمة نحوه، وفيه قال: أتى عليّ رضي الله عنه (٥) بزنادقة فأحرقهم. وروى الطبراني في المعجم الأوسط من طريق سويد ابن غفلة "أن علياً بلغه أن قوماً ارتدوا عن الإسلام فبعث إليهم فأطعمهم ثم دعاهم إلى الإسلام فأبوا، فحفر حفيرة ثم أتى بهم فضرب أعناقهم ورماهم فيها ثم ألقى عليهم الحطب فأحرقهم ثم قال: صدق الله ورسوله" (٦).


(١) رواه البخاري (٣٠١٧)
(٢) انظر ((صحيح البخاري)) (٦٩٢٢) و ((فتح الباري))، ط/ السلفية (٦/ ١٥١).
(٣) انظر: ((سنن النسائي)) (المجتبى) (٥/ ١٠٥) الحكم في المرتد.
(٤) انظر: ((جامع الترمذي)) _ (٤/ ٥٩) مصطفى الحلبي (١٣٩٥هـ/١٩٧٥م).
(٥) انظر: ((صحيح البخاري مع فتح الباري))، ط/السلفية (١٢/ ٢٦٧) وقال الحافظ بن حجر في ((النكت الظراف)) (٥/ ١٠٨) أخرجه ابن أبي شيبة عن عبد الرحيم بن سليمان عن عبد الرحمن بن عبيد عن أبيه قال: "كان الناس يأخذون العطاء والرزق مع الناس ويعبدون الأصنام في السر ... " فذكر القصة، وأخرجها الحاكم في ((تاريخ نيسابور)) في ترجمة علي بن إبراهيم في وجه آخر، وعقب الحافظ على قول النسائي في محمد بن بكر أحد الرواة بأنه ليس بالقوي قال الحافظ قد تابعه أبو قرة موسى بن طارق عن ابن جريج، وصححه ابن حبان من طريقه.
(٦) رواه الطبراني في ((الأوسط)) (٧/ ١٤٠) (٧١٠١) قال الهيثمي في ((المجمع)) (٦/ ٢٦٢) فيه الحسن بن زياد اللؤلؤي وهو متروك وانظر: ((فتح الباري)) (١٢/ ٢٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>