للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبفضل تلك الصلاة والعزلة والتأمل التي تفصلهم عن الواقع لتدخلهم في عالم الخيال والغيبوبة الطويلة المقترنة بالتوحيد للذات الإلهية ... عندها تمتلكهم نشوة غريبة جداً تدعى (نشوة الرعدة الإنشائية)، فتراهم حالمين بأبعاد لا حدود لها ... وبواسطتها يتاح لهم دون استثناء اجتياز المسافات الطويلة (الصاعدة في الجبل الشاهق)، ضمن الدروب الوعرة، والتي تتطلب جهداً ومهارة فائقة، فيصلون بالنهاية إلى المعبد التابوزامي ...

وهم في تلك الحالة يبدون في إحساس غامر بالورع والتقى ... بينما الرماح الحادة تترنح على وجناتهم ... والأسهم الفضية مغروزة في ألسنتهم ... والكلاليب التي تنتزع قطعاً من أجسادهم .. والسلال التي تثقل كاهلهم (قد يبلغ وزن بعضها ٦٠ كغ) .. وهم لا يأبهون لكافة الآلام والإصابات، بل إنهم من خلالها يستسلمون لنشوة غريبة وعجيبة ... والأغرب من كل هذا هو أن تلك الجروح العميقة لا يسيل منها الدم إلا من بضع قطرات تعد على أصابع اليد الواحدة ... فسرعان ما تلتئم ... فلا يبقى منها سوى آثار ندوب سوداء ... وهم فريسة لذلك الشعور الغريب الذي يعبر لهم عن إمكانية الوصول بتلك المآثر والبطولات من خلالها الاتصال بالإله الأكبر سيفاناتراجا ...

... فيتجمع أولئك المؤمنون حول زعيمهم الديني (غورو)، وهم يتغنون بنشيد (الفل - فل)، بمعنى (الرمح - رمح) ... بينما يقف (غورو) أمام أحد المؤمنين ليثقب وجنة المؤمن بالمغرز بعد أن باركه بدعواته ... ولكن عندما يشق السهم الحاد والمسنون لحم وجنة المؤمن اللدنة ... يبدأ المؤمن بالارتعاد بشدة كمن أصابه مس أو جنون، فيقفز بالهواء ليدق الأرض بقدميه دقاً رتيباً وشديداً، ومن ثم يتمايل على وقع النشيد الحماسي، بينما يكون قد برز من وجنتيه الغائرتين ذلك السهم الفضي، فلا يسيل من وجنتيه من أثر الجرح إلا قليل من قطرات الدم لا تذكر ... وتشق ألسنتهم بأسياخ فضية يتراوح طولهم ما بين (١٢ - ١٨ سم) ... والرماح الطويلة التي تخترق الوجنة ويبلغ طولها عادة أربعة أمتار، وعلى طرفي الرمح تعلق السلال المملوءة حليباً وعسلاً، وأما البرتقال فإنه يثبت على الخصر بواسطة سنارات فضية تغرز في الجسد ... فيتقدم أحدهم ليجلس على كرسي بلا ظهر، عندها يباشر الزعيم الديني (غورو) في غرز الكلاليب الفضية الحارة في جسده، ويبلغ عدد الكلاليب في بعض الأحيان زهاء ستين كلاباً، والمؤمن لا يزال تحت سيطرة الرعدة الانتشائية الغريبة إلى أن يحني رأسه ليذهب في غيبوبة بلا حدود أو نهاية (١) .... إلخ. اهـ.

- لا أظنني بحاجة إلى تعليق، فالأمر واضح؛ لكن الملحوظةأن متصوفة المسلمين لم يبلغوا شأو هؤلاء القوم!

والسؤال: هل هؤلاء القوم تسري فيهم كرامة أحمد الرفاعي؟ أم ماذا؟

وهذه نصوص بوذية متفرقة من كتاب (فايسيسكا سوترا):

الكتاب الأول- الفصل الثاني:١٧ - الوجود واحد بسبب وحدة العلامة (٢) ...

الكتاب الثاني- الفصل الأول:٢٨ - تتوضح وحدة الأثير بوضوح وحدة الوجود (٣).

الكتاب الثاني- الفصل الثاني:

٧ - جوهرية وأبدية الزمان تتوضحان بتوضيح جوهرية وأبدية الهواء.

٨ - وحدة الزمن تتوضح بتوضيح وحدة الوجود.


(١) ((أغرب القبائل والشعوب بالقرن العشرين)) (١/ ١٩، وما بعدها).
(٢) ((الفكر الفلسفي الهندي)) (ص:٤٨٤).
(٣) ((الفكر الفلسفي الهندي)) (ص:٤٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>