للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«صاحب الزمان». يقول الصيادي: «ورضي الله عن الإمامين والسبعة الأقطاب وعن الأبدال والأنجاب والأوتاد والأفراد القائمين بمصالح العباد». (١) ويدعو الصيادي الله أن يعطف عليه قلب الأئمة لينال منهم حاجته، ويدفع بهم كربه فيقول: «ونسأله تعالى أن يعطف علينا قلب «صاحب الزمان» وحاشيته الكرام الأعيان، جعلناهم وسيلتنا إلى الله، أخذناهم درعاً لرد كل بلاء ودفع كل قضاء، قبلناهم بابا لنيل كل خير. (٢) وفي موضع آخر يطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يأمر صاحب الزمان وآله أن يساعدوه في قضاء حوائج دينه ودنياه (٣).

وهكذا لم تعد الحاجة ترفع إلى الله وإنما تطلب من غيره بواسطة غيره أيضاً.

- الرفاعية يعظمون كتاب (الجفر) الشيعي ويؤمن الرفاعية بكتاب (الجفر) الذي تعظمه الشيعة وتقدسه وتزعم أنه وعاء، فيه علم النبيين والوصيين وعلماء أمة بني إسرائيل، فيه علم ما كان وما يكون مفصلا (شيئا بشيء) إلى يوم القيامة. (٤) والمهدي الرواس من الرفاعية يصرح بأن الجفر علم صانه الله تعالى بآل البيت النبوي وخص به الأئمة ووراث الأئمة من الأغواث والأقطاب والأنجاب، وفيه أسرار عظيمة مما يتعلق بكل وارث منهم وهو عبارة عما يحدثه فيهم كخلافة أمير المؤمنين علي صلى الله عليه وسلم وولده الحسن السبط الهمام، وشبله المقدام الحسين وما سيجري في عهد المهدي سلام الله عليه ورضوانه، وهو سر خاص بهم لا يتعلق بغيرهم. (٥) وهنا يبرز خط التشيع بوضوح فإن الجفر ذكر إمامة علي ولم يجعلها تالية لإمامة أبي بكر وعمر. وإنما جعلها أول إمامة بعد النبي صلى الله عليه وسلم وبالتالي يكون إقرار ذلك إقرار لمذهب الشيعة في الإمامة. ولقد كان للرواس نصيب من هذا الجفر، فزعم أنه لما اجتمع بقبر الشيخ أحمد الصياد الرفاعي (٦) قال له هذا الأخير: «أنت منبع يجري منه نهر كنهر النيل. قلت: دلني سلام الله عليك على هذا النهر الذي مثلته بالنيل. فذكر أن الصياد تكرم عليه بإعطائه بعض كلمات من «الجفر» العلوي الفاطمي وحل له أسرارها. (٧) وأنه حصل على تسعمائة سر من أسرار الجفر الفاطمي من الخليل إبراهيم صلى الله عليه وسلم. وذلك حين ظهر عليه أمام قبر من قبور الأئمة. وأعطاه خرقة عليها بعض الطلاسم والرموز السحرية. قال الرواس: «وقد صرح أولياء الله من آل فاطمة عليها السلام أن من حمل هذا السطر على هذه الصورة الشريفة عوفي مريضه وأفاق مصروعه وهو المانع من كل ملم ودافع لكل مهم». (٨)

- محبة أهل البيت كفارة للذنوب


(١) ((القواعد المرعية)) ١٨) – ١٩)، ((المعارف المحمدية)) (ص١٠٣)، وانظر ((قلادة الجواهر)) (ص٣٤٤) للصيادي.
(٢) ((القواعد المرعية)) (ص ١٩)، وانظر كتاب ((روضة الناظرين)) ٩٥)، ١٣٦).
(٣) ((قلادة الجواهر)) (٣٩٢ – ٣٩٣).
(٤) ((الكافي في الأصول)) (١/ ٢٣٩) كتاب ((الحجة)) باب ذكر الصحيفة والجفر والجامعة وانظر ((بصائر الدرجات)) ٣) /١٨٠) للصفاري.
(٥) ((بوارق الحقائق)) (٢٨٤ – ٢٨٥).
(٦) يلاحظ استعمال كلمة «اجتمع» لأن الأموات من مشايخ المتصوفة يخرجون من قبورهم ويجتمعون بمن يحضرهم ممن يريد علما أو بيعة أو مددا.
(٧) ((بوارق الحقائق)) (٧٨ – ٧٩).
(٨) ((بوارق الحقائق)) ١٧٧) – ١٧٩). وهذا الكتاب أشبه ما يكون بكتاب رؤيا يوحنا الذي عند النصارى اللاهوتي فإن فيه من العجائب والأساطير ومشاهدة الشياطين الشيء الكثير.

<<  <  ج: ص:  >  >>