للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن أوجه التشابه بين الرفاعية والشيعة اعتقاد كلا الفريقين براءة محب أهل البيت من النار: يدعي الصيادي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((معرفة آل محمد براءة من النار، وحب آل محمد جواز على الصراط، والولاية لآل محمد أمان من العذاب)) (١).وأنه قال: ((من مات على حب آل محمد مات شهيدا، ومن مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة، ومن مات على حب آل محمد فتح له في قبره بابان إلى الجنة، ومن مات على حب آل محمد جعل الله قبره مزاراً لملائكة الرحمة)) (٢) (٣) وأنه قال: ((الزموا مودتنا أهل البيت، فإن من لقي الله عز وجل وهو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا، والذي نفسي بيده لا ينفع عبداً عمله إلا بمعرفة حقنا)) (٤).أضاف قائلا: ((أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة: المكرم لذريتي، القاضي لهم حوائجهم، الساعي لهم في أمورهم، المحب لهم بقلبه ولسانه)) (٥). (٦) وفي المقابل نرى الشيعة يزعمون أن الله تعالى قال: ((لا أدخل النار من عرف أبا طالب وإن عصاني، ولا أدخل الجنة من أنكره ولو أطاعني)) (٧) ويدعون أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من رزقه الله حب الأئمة من أهل بيتي فقد أصاب خير الدنيا والآخرة فلا يشكن أحد أنه في الجنة)) (٨)

ونحن لا ننكر أن حبهم إيمان وهو جزء لا يتجزأ من محبة النبي صلى الله عليه وسلم لكننا لا نعتقد بكفارة محبتهم على النحو الذي تعتقده الشيعة والصوفية وهو ما تعتقده النصارى في عيسى صلى الله عليه وسلم حيث يعولون على المحبة ويطعنون في العمل ويصرفون الناس عنه.

- عصمة أهل البيت النبوي: أما عصمة أهل البيت فالصيادي - من الرفاعية - يصرح بأنهم «المعصومون المحفوظون» (٩) ويفسر قوله تعالى: إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا [الأحزاب: ٣٣]، قال: الرجس: الآثام والذنوب. (١٠)

[هل يتصور وقوع الظلم منهم؟] قال الصيادي: «ولا ينبغي لمسلم أن يذمهم بما يقع منهم أصلا وإن ظلموه، فإن ذلك الظلم: ظلم في زعمه لا في نفس الأمر، حتى وإن حكم الشرع بأنه ظلم» (١١) وليس أعجب من هذا التحكم والمغالطة والتحيز. هذه المغالطة التي لم يسبق إليها ابن عربي الذي جعل الذنب المذكور في قوله تعالى: لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ [الفتح: ٢] , ذنبا صوريا لا معنى ولا حقيقة له. (١٢)

ويضيف الصيادي كلامه قائلاً:

بل حكم ظلمهم إيانا في نفس الأمر يشبه جري المقادير علينا .. من غرق أو حرق .. فلا يذم الإنسان قضاء الله وقدره، فكذلك الأمر في أهل البيت فإنه يقابل ما يطرأ عليه منهم بالرضا والتسليم. فلا يؤاخذهم بما طرأ منهم في حقه ولا يطالبهم به، بل يتركه لهم ترك محبة وإيثار .. (١٣)


(١) أورده الألباني في ((السلسلة الضعيفة)) (٤٩١٧) وقال موضوع.
(٢) أورده الألباني في ((السلسلة الضعيفة)) (٤٩٢٠) وقال باطل موضوع.
(٣) ((ضوء الشمس)) (١/ ٢٥١، ٢٥٥).
(٤) رواه الطبراني في ((الأوسط)) (٢/ ٣٦٠) وقال الهيثمي في ((المجمع)) (٩/ ١٧٢) فيه ليث بن أبي سليم وغيره، وأورده الألباني في ((الضعيفة)) (٤٩١٦) وقال منكر.
(٥) قال عنه الفتني في ((تذكرة الموضوعات)) (١/ ٩٨) والشوكاني في ((الفوائد المجموعة)) (١/ ٣٩٧) موضوع.
(٦) ((ضوء الشمس)) (١/ ٢٦٢ - ٢٦٣).
(٧) ((البرهان في تفسير القرآن)) للبحراني الشيعي (ص٢٣)، ((الخصال)) للقمي (٢/ ٥٨٣).
(٨) ((تفسير نور الثقلين)) (٢/ ٥٠٤) للحويزي.
(٩) ((ضوء الشمس)) (١/ ٢٦٨).
(١٠) ((ضوء الشمس)) (١/ ٢٥١).
(١١) ((ضوء الشمس)) (١/ ٢٦٩).
(١٢) ((ضوء الشمس)) ١) /٢٦٥).
(١٣) ((ضوء الشمس)) (١/ ٢٦٩ – ٢٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>